يستمر الجدل في مصر حول وفاة نائب رئيس الجمهورية السابق اللواء عمر سليمان، حيث ينفي البعض أن تكون الوفاة طبيعية، ويذهبون للتكلم حول مصالح كثيرين من اغتياله، في حين يقول آخرون إنه كان يعاني من أمراض في الرئة والقلب.
القاهرة: رغم أن المقربين من اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق نفوا تعرضه للإغتيال، إلا أن الجدل حول وفاته يأبى الصمت، ويزداد يوماً بعد آخر، فتارة يقال إنه قتل في تفجيرات دمشق أثناء اجتماع خلية الأزمة، وتارة يقال إنه تعرض للإغتيال على أيدي مخابرات أميركا وإسرائيل، وتارة يقال إنه تعرض للقتل على أيدي جماعة الإخوان المسلمين، وحازت الأقاويل الأخيرة على مساحة كبيرة من اهتمام المصريين، لاسيما أنه أعلن بتاريخ 9 أبريل الماضي، أنه تلقى تهديدات بالقتل من الإسلاميين، خاصة جماعة الإخوان، لإجباره على عدم خوض الإنتخابات الرئاسية، وقال في مقابلة صحافية نشرت في عدة صحف يومية أسبوعية: "بمجرد إعلان ترشحي لرئاسة الجمهورية تلقيت عبر هاتفي المحمول ومن خلال مقربين إلي، تهديدات بالقتل ورسائل تقول "سوف نثأر منك". واتهم سليمان عناصر تنتمي لجماعة الأخوان المسلمين والجماعات الإسلامية الأخرى بتوجيه هذه التهديدات، على حد قولة آنذاك.
وبتاريخ 20 تموز (يوليو) الجاري، أعلنت وفاة سليمان في ظروف غامضة في مستشفى كليفلاند في ولاية أوهايو الأميركية، وتضاربت الروايات حول أسباب الوفاة، فقال البعض إنه توفي بسبب مرض في الرئة، وآخرون إنه مات نتيجة أزمة قلبية حادة، وغيرهم قال إنه مات إثر إصابته بمرض نادر يسمي "الداء النشواني"، ويؤدي إلى خلل في وظائف الأجهزة الحيوية، وبسبب هذه الروايات المتضاربة انتشرت حالة من الشك في الأسباب المعلنة، ثار جدل حول ما إذا كان قد تعرض للإغتيال على أيدي الإسلاميين أم لا.
الإغتيال غير مستبعد
وحسب وجهة نظر هشام عبد الحليم، الناشط في حملة دعم عمر سليمان، فإن الوفاة جاءت في ظروف غامضة، وتحوم حولها الكثير من الشكوك، مشيراً إلى أن احتمال تعرض "الجنرال" للإغتيال غير مستبعد، وقال لـ"إيلاف" إن هناك الكثير من الجهات في الداخل والخارج تعتبره عدواً لها، وتطالب برأسه منذ سنوات، لكنه كان في موضع قوة، وهم في موضع ضعف، وليس من المستبعد بعد أن انقلبت الأدوار أن تكون تلك الجهات اجتمعت على هدف واحد، وهو الخلاص من الرجل، لاسيما أنه كان في الخارج بدون حماية كافية، بعد تقاعده من العمل المخابراتي والسياسي. ولفت عبد الحليم إلى أن "الجنرال" كان يتمتع بصحة جيدة، ولم يكن يعاني من أية أمراض في القلب أو الرئة، مشيراً إلى أنه على الأقل كانت صحته "زي البمب"، أثناء الفترة التي أعلن فيها ترشحه للإنتخابات الرئاسية، وحتى استبعاده من الترشح لل يكن لأسباب وجيهة.
إغلاق الصندوق الأسود
المستشار نجيب جبرائيل رئيس الإتحاد المصري لحقوق الإنسان، كان أحد المقربين من سليمان أثناء ترشحه للإنتخابات الرئاسية أيضاً، ولا يستبعد تعرض نائب رئيس الجمهورية السابق للإغتيال، وقال جبرائيل لـ"إيلاف" إن سليمان لم يكن يشكو من أية أمراض مزمنة أو خطيرة، ولفت إلى أنه كان بصحة جيدة، مشيراً إلى أن الظروف الغامضة التي أعلنت خلالها الوفاة، حركت لدى المصريين مشاعر الشك في أن تكون الوفاة طبيعية. وأضاف جبرائيل أن هناك جهات في الداخل يهمها التخلص من "الجنرال" من أجل إغلاق صندوقه الأسود للأبد، ضمان عدم فضح أسرارها وصفقاتها مع الخارج، موضحاً أنه لا يستبعد أن يكون سليمان قد تعرض للإغتيال بالتسمم على طريقة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، وأشار إلى أن الداء الذي مات به يشبه إلى حد كبير الداء الذي أصاب عرفات، وأدى إلى موته خلال فترة وجيزة، بعد أن أصيب بعجز في وظائف الأجهزة الحيوية، وفشلت أكبر المستشفيات في العالم بإنقاذ حياته.
سليمان كان يحمل أسرار وملفات كثيرة
وحول الجهات التي يمكن أن تحوم حولها الشبهات أو يكون لديها مصلحة في اختفائه من الوجود، قال جبرائيل إن الإسلاميين المتشددين لديهم مصلحة من موت سليمان، وبالتالي لا يمكن استبعادهم من دائرة الشك والإشتباه. ودعا جبرائيل إلى ضرورة فتح تحقيق جنائي في ملابسات الوفاة، وتقديم الجناة للمحاكمة إذا ثبت أنها كانت جنائية وليست وفاة طبيعية.
ثلاثة جهات
ووفقاً للنائب في مجلس الشعب المنحل، والناشط السياسي أبوالعز الحريرى، فإن جميع الزعماء والشخصيات المؤثرة في تاريخ بلادها دائماً ما تثار الشكوك حول موتها، مشيراً إلى أن هذه الشكوك ثارت ومازالت حول وجود ثلاثة جهات رئيسية من مصلحتها موت سليمان، وأوضح لـ"إيلاف" أن جماعة الإخوان المسلمين تقف على رأس تلك الجهات، إضافة إلى إسرائيل وأميركا، وأشار الحريري إلى أن سليمان كان مخزن أسرار الرئيس السابق حسني مبارك، وكان ينفرد بملفات شديدة الحساسية، منها الملف الإسرائيلي والملف الفلسطيني، إضافة إلى ملف العلاقات مع أميركا، ولديه أسرار عن عمليات أميركية في المنطقة، وعن الجميع في مصر سواء أشخاص أو جماعات أو مؤسسات، ولفت إلى أن هذه الأسرار والملفات قد تدفع البعض الى العمل على التخلص منه.
ولم يستبعد الحريري كل من الإخوان وإسرائيل وأميركا من دائرة الإتهام، لاسيما في ظل تغير الخريطة السياسية في مصر، وتغير موزاين القوى فيها، ومن الممكن أن تكون إسرائيل بشكل خاص ضالعة في هذا الأمر، خاصة أنه كان يتمتع بعلاقات جيدة معها، ويملك أسرارا عنها وعن عملياتها القذرة، وهي تريد أن تنفض يديها منه، وفي الوقت نفسه التقرب من النظام الجديد في مصر، وفتح صفحة جديدة في العلاقات معها، وقد يكون سليمان هو عربون المحبة بين الطرفين.
غير أن الحريري، يرى ضرورة تغيير سياسات الأجهزة الأمنية والسيادية في مصر، بحيث لا يكون فرد واحد فقط هو من يمتلك الأسرار وبيديه جميع الملفات، معتبراً أن ذلك يمثل خطورة على الأمن القومي المصري، ودعا إلى البدء في تأسيس دولة المؤسسات التي لا يكون فيها للفرد مهما علت مكانته وضعية خاصة، ويكون في يديه جميع الملفات والقرارات. وشدد على ضرورة فتح تحقيقات واسعة في وفاة سليمان، وأن يكون الرأي العام المصري على علم بما يجري فيها، إعمالاً لمبدأ الشفافية الذي أتت به ثورة 25 يناير.
تهديدات وتصريحات
الدكتور علاء أبوالعزايم ،شيخ الطريقة العزمية، وجه إتهامات صريحة لجماعة الإخوان بالتورط في إغتيال سليمان، ولم يقدم أدلة تثبت ما ذهب إليه، وقال في تصريحات له، إنه لا يملك أدلة قاطعة على ضلوع الإخوان في الجريمة، مشيراً إلى أن هناك شواهد تبعث على الشك بتورط الجماعة في الأمر، وأوضح أن عصام العريان القيادي الإخواني، صرح بعد وفاة سليمان وكتب على موقع توتير فرحاً بأن: "كل أعداء المشروع الإسلامي يذهبون واحدا تلو الآخر"، بالإضافة إلى أن سليمان نفسه، كان قد صرح أنه تلقى تهديدات بالقتل من جانب الجماعات الإسلامية، والإخوان، أثناء ترشحه للإنتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أن تصريحات العريان وسليمان تؤكد أنه كان مستهدفاً من جانب الإخوان، ودعا أبو العزايم إلى ضرورة إستجلاء الحقيقة الغامضة حول الوفاة.
سليمان كلن ينفرد بالملفات الأكثر حساسية كالملف الاسرائيلي
ومن جانبه، نفى الدكتور حلمي الجزار، النائب عن حزب الحرية والعدالة، في مجلس الشعب المنحل، تلك الإتهامات جملة وتفصيلاً، وقال لـ إن هذه الأقاويل تأتي في سياق الحملة التي تستهدف تشويه صورة الإخوان، وأضاف أن جماعة الإخوان لم ولن تتورط في أعمال عنف ضد أي شخص أو جهة، وأشار إلى أن من يلقون بتلك الإتهامات، عليهم إما أن يقدموا الأدلة التي تدعم إفتراءاتهم أو أن يصمتوا، ودعا كل من يمتلك الأدلة على تورط الإخوان في هذا الأمر إلى التقدم بها إلى النائب العامة مباشرة، لفتح للتحقيق بها فوراً.
أما الدكتور جمال حشمت، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، فينفي أيضاً ما يثار حول مقتل عمر سليمان، مشيراً إلى أن المقربين منه أكدوا أن وفاته طبيعية، وليست جنائية، وقال لـ"إيلاف" إن الجماعة لا يمكن أن تتورط في أعمال عنف أو سفك دماء، معتبراً أن الحديث عن تورطها في إغتيالات لا ينفصل عن الحملات التي تستهدف تشويه صورته
التعليق على الخبر :انا ومن خلال متابعتى شخصيا للجنرال فى الفتره الاخيره فبل وفاة مباشرة ؟واؤيد فراضية مقتله واربط ذالك الووفاه بخلايه الجماعه الاسلاميه التى تم القبض عليها مؤخر فى دولة الامارات العربيه المتحده واطالب المسؤلين فى المجلس العسكرى فتح تحقيق مباشر فى وفاة الجنرال خصوصا ان ما اشيع عن حالة الصحيه عارى تماما من الصحه حيث انى التقيته فى الفتره الاخيره فى دولة الامارات وكان يصحه جيده ولم يكن يعانى من تلك الامراض التى نسمع عنها الان وكانت صحة فى الوضع العام عاديه ولا تدعو للقلق
التعليقات (0)