الاختيار بين الدكتاتورية وبين النهب والسرقة هو المطلوب الآن من المصريين....
والقليل من الحزم وكثير من الحكمة وبعض الحصافة في مقابلة المعارضة هو المطلوب من الحكومة ومن الرئيس...
ولنتذكر أن ما يقلق المصريين الآن هو العودة إلى تهميش الشعب وخداعه وإفقاره وتحييد الدولة وإبعادها عن دورها الريادي كما حدث في عهد مبارك ...
...وإذا كانت الشعوب بطبيعتها تحب الحرية إلى حد الفوضى فربما يفضل الناس عدم الالتزام ومخالفة القانون فيما يعود عليهم بالكسب المادي السريع وهذه صفة غالبة في بلاد العرب التي عانت من القهر والاحتلال والسرقة ونهب الثروات حتى ضاعت مفاهيم الانتماء والوطنية وظهرت مفاهيم الثراء السريع والرفاهية على حساب الأخلاق والقانون وبأى طريقة ما دامت الجيوب سوف تمتلئ بالحلال أو بالحرام!!
...لا يهم الآن أن يوافق الناس على الدستور أو يرفضوه فالأهم هو القضاء على أذيال الفساد المستشري في جسد الدولة الجريح وإبعاد المنتفعين من فساد المصالح والمسيطرين على ثروات الدولة ونظامها المالي السابق وفساد هيكلة الأجور الذي جعل الأثرياء يزيدون ثراء والفقراء يغرقون في الفقر!!
لقد شهد العالم كيف يعيش المصريون في العشوائيات بل الأكثر من ذلك فقد تحولت القرى والبنايات الجديدة على الأرض الزراعية إلى عشوائيات أكثر فقرا وتضييعا لأموال الدولة في خرسانات ليس لها نظام ولا توجد بها أدنى درجات التنسيق والتنظيم وبلا مرافق تعين على حياة كريمة...
المعارضة هي مثل الحكومة تماما فالذي استبعدوا عن الحكم باختيار الشعب لم ولن يكونوا أفضل من الذي اختارهم الشعب ولم يختبرهم حتى الآن ...
ولكن من استبعد يحقد على من نجح في الانتخابات ولا يريد إعطاءه فرصة ليثبت جدارته بثقة الناس!
...ولا بد أن نتذكر أن بعض من يعارضون لم يكن لهم نشاط سابق يؤكد أحقيتهم بالحكم وبعضهم أتي من غرب البلاد بعد أن هجرها عقودا وتسبب في دمار بلاد عربية عزيزة وكان على وشك العصف والتنكيل بمصر ذاتها!!
إهدأ يا شعب مصر ولا تترك العواصف تهلك بلدك كما تهلك الآن بلاد عربية عزيزة لا ندري من يحرك هذه العواصف ولا في أى شيئ يدفع المال ولا أي إلى صدر يوجده رصاصته ...القاتل والمقتول أخوان ولكن العمى والمال لا يسمحان بتحكيم العقول!!.. وحب السلطة ليس غائبا عن النفوس المريضة من الحاكم والمحكومين!!! وهذه سنة الله في خلقه ونعوذ بالله من حب السلطة وحمى المال ونعوذ به أن يرزقنا من حرام....
التعليقات (0)