-إيماءة-
من منكم، قادرٌ على إقناعي بسبب واحد أو بمبرر وجيه لغياب العلاقة بين هؤلاء الذين ننعتهم بقادة الرأي، وموجهي المجتمع؟!
إني لا أستطيع إخفاء غرابتي في هذا الصدد..
وهل ثمة غرابة أكثر من هذه.. رجال يتعاملون مع وسائل الاتصال فيما لا تربطهم ببعضهم صلة!
نقرأ لهم..
ونستمع إليهم..
نعتقد لكل ذلك، أنهم لحمةٌ واحدة، خلّية نحل، مدماك متماسك، حتى إذا ضمتنا ببعضهم فرصة، أو جمعتنا بهم مناسبة وجدناهم لا يعرف أحدهم الآخر!!
غريب أمر هؤلاء!..
يحثونك على توسيع دائرة معارفك، وعلى الاستزادة من علاقاتك الاجتماعية، وهم على نقيض ذلك، تسودهم القطيعة، ويحتكمون لسوء النية تجاه بعضهم.
ومن الأمور الغريبة حقاً، أن تطرق سمعك بعض الأسماء من إخواننا في الحقل الإعلامي فتأخذك دالة البحث إلى تعقب هذا الكاتب أو ذاك، وتتعلق بكتاباته الجميلة، حتى إذا استبد الإعجاب بك، بعثت تبحث عن الكاتب المبدع الذي ملك عليك سويداء القلب –ومن عجب..- لا تجده.. لا تجد الرجل الذي حدثك عن القائد الأمين، وأوضح لك الجهود الجليلة التي تقدمها الحكومة من أجل التنمية، وعلمك كيف تكون مثالياً في الولاء للقيادة والوطن.
وأنت –يعلم الله- تود معرفته لِتشدَّ على يديه، وتجعله على حقيقة من إعجابك بقلمه، وبمشاربه التي نشبت ذهنك.
وأنت –ويعلم الله- تريد أن تحثه كما يحثك بحيث يصير القارئ والمقروء وجهان لتوجه وطني واحد.
وأنت –ويعلم الله- لا تجده..!
وأنا..
منذ استقبلت السياسة، حتى استدبرتها، حتى بلغت سن المتلقي، أبحث –لا عن ليلى- لكنما عن جذوة إلهامي، عن الذين لولا متابعتي إبداعاتهم كنت غير قادر على الكتابة في (الصحوة)..
بل إن هؤلاء الأرستقراطيين الذين لا يتواجدون في مقرات الصحف التي يكتبون بها غير عالمين بأن لهم الفضل في تشوقي لاكتساب العضوية النقابية (الصحافية) وأن بي حاجة لتزكيتهم إياي في استمارة النقيب أحمد دهمش..
ترى؟ ومن سؤال أقل من لهفي..
متى ألتقي بمبدعين أكنُّ لهم وللمطبوعة التي يكتبون بها كل الاحترام؟
لكنه، عتب على نقابة لا تحتفي بمواهب وطنية، نادرة..
عبد الإله المحفدي!
محمد مصطفى!
فقد نمى إلينا أن هذين النابغين بحاجه إلى وضع وظيفي وليس إلى بدلات فكرية فقط، إذا ارتبطا مع كل منجز، وكانا –باسميهما- الرديف الشريف لكل خطوة وطنية (متعاظمة)..
الصحيفة: الصحوة
العدد:75
التاريخ: 12/2/1987م
التعليقات (0)