توصلت برسالة من إدارة المدونات قبل أيام قليلة - مثل غيري من المدونين – تتعلق بحذف إحدى المدونات. و قد جاء في بداية الرسالة: " نود ابلاغ المدونين أننا قمنا بحذف إحدى المدونات التي تركت ساحة للشتائم البذيئة في التعليقات وذلك بعد تنبيه المدون أكثر من مرة لذلك...". هذه المبادرة التي قامت بها الإدارة تستحق الثناء و التشجيع لأننا جميعا نسعى إلى الإرتقاء بالتدوين، خصوصا و أن " مدونات إيلاف" أصبحت أشهر من نار على علم. و لا يحق لأي أحد أن يخدش هذه السمعة الطيبة التي اكتسبتها "إيلاف". و لأنني واحد من المدونين الذين اتخذوا من هذا الصرح الإعلامي منبرا للتعبير عن آرائهم و أفكارهم. و لأنني أيضا كنت دائما من أكثر المدافعين عن التدوين النظيف و الراقي، فإني سأتحدث بوصفي واحدا من أبناء هذا البيت. و أرجو أن يتسع صدر الإدارة لتحمل بعض النقد الذي يفرضه حرصي على اسم " إيلاف".
لا يمكن للعلاقات الإنسانية أن تستمر إلا بالإستناد إلى قانون ما. و في كل الشرائع و الأنظمة يحضر هذا القانون في شكل حقوق و واجبات. و لأن مدوني إيلاف يكتبون في مؤسسة إعلامية تمنحهم مساحة للتعبير، فإن هؤلاء ملزمون بتطبيق شروط الكتابة و النشر في هذا المنبر. و من حق إيلاف أن تتخذ أي إجراء في حق كل من خالف هذه الشروط. غير أن اتخاذ القرارات في هذا الشأن ينبغي أن لا يكون انتقائيا. فقد وصلتنا مجموعة من الرسائل التوجيهية التي تدعو إلى تصحيح كثير من الممارسات التي تصدر عن بعض المدونين، غير أن تلك الممارسات ظلت مستمرة سواء تعلق الأمر بمخالفة التصنيف أو الإساءة أو غيرها دون أن تبادر الإدارة إلى معاقبة المخالفين. و على سبيل المثال أذكر الإدارة برسالة 30/09/2010 و المتعلقة ب" حجب المدونات التي لا يكون فيها اسم الكاتب اسم علم "، إذ تعج مدونات إيلاف بعدد من الأمثلة التي لا يكون فيها الكاتب اسم علم صريح، ورغم ذلك لم يتخذ في حقها الإجراء اللازم... هذا الكلام ليس تدخلا في عمل الإدارة وليس تحريضا على بعض المدونين. بل هو صادر عن إيمان عميق بضرورة أن تكون مدونات إيلاف متميزة في كل شيء. و التميز في تطبيق القانون هو المعيار الأول الذي يمنح مزيدا من المصداقية والتميز لبيتنا الإيلافي.
من واجب المدونين الإلتزام بكل التدابير و الشروط التي تضعها الإدارة، لكن من واجب الإدارة أيضا أن تحافظ على حقوق مدونيها. هكذا يقول المنطق السليم. و هكذا ينبغي أن تكون العلاقة بين الطرفين. غير أني أعاتب إدارة المدونات ( و أنا أدرك حجم الصعاب التي تواجهها ) في نقطتين أساسيتين: الأولى تتعلق بالمواضيع المختارة. حيث تستمر بعض المختارات في الواجهة لأكثر من يومين دون أن تتغير، وهو ما يفوت كثيرا من الفرص على عدد من المدونين الذين يكتبون مواضيع جادة وهادفة، لكنها لا تجد طريقها إلى المختارات في زحمة المواضيع و بسبب عدم الإنتظام في عملية الإختيار. و أعتقد أنه من الأجدر أن يتم تغيير المواضيع العشرة المختارة بشكل يومي في موعد محدد بانتظام... أما النقطة الثانية فتتعلق بمدونة الشهر. فقد كانت مبادرة طيبة من الإدارة، و رحب بها جميع المدونين لأنها تمنح فرصة للمدونين الجادين، وتمثل تشجيعا معنويا لهم. لكني أعتقد أن مدونة الشهر لم تعد " إسما على مسمى" و لا أفهم السبب في ذلك. فمدونة الشهر الحالية تقترب من شهرها الثالث دون أن يتم تغييرها. لذلك أرجو أن تكون مدونة الشهر " إسما على مسمى"...
تلك كانت بعض الملاحظات التي أتمنى أن تجد آذانا صاغية عند الإدارة. كما أرجو أن تثير نقاشا هادئا و صحيا من أجل إيلاف و الإيلافيين. محمد مغوتي.06/03/2011.
التعليقات (0)