جاء خبراستلام النظام الإيراني للنسر المجنّح العيلامي مؤخراً بعد تهريبه عام 2003 الى خارج الأحواز ليزيل بعض الغبار التأريخي عن الحضارة العيلامية في الأحواز والتي فرضتها السلطات الإيرانية جراء التعتيم والتزوير المتعمّد على الحضارة العيلامية وعملها على تشويه الحقائق التأريخية لغرض طمس هوية المنطقة وما ساعد على ذلك هو الظروف الإقليمية للمنطقة وكذلك الظروف الدولية المرتبطة بإيران.
يجب أنّ تتم عملية إعادة تمثال النسرالمجنّح العيلامي الى موطنه الأحواز بعد أن استلمته السلطات الإيرانية من جهات أجنبية فهذا التمثال الذي هو هدية من الملك الأحوازي “اونتاش غال” - وهو من قام بتشييد زيغورات العيلامية العريقة – حيث قام الملك بتقديمه الى الآلهة العيلامية “اينسوسيناك” ملك للأحوازيين دون سواهم لأنه يمثل حضارتهم العريقة.يرى العيلاميون أنّ النسر المجنّح حرّاس خزنة الآلهة فكان التمثال موجودا في المتحف العيلامي بمدينة سوس الأحوازية قبل أن يتمّ تهريبه الى الخارج .تعتبرعملية استرجاع التمثال خطوة نحو الإعتراف الدولي بحضارة عيلام الأحوازية رغم أنّ السلطات الإيرانية سوف لن تقوم بتعريف التمثال على أنه يمثّل الأحواز والأحوازيين بل سترى أنه يمثل الفرس وليس الأحوازيين.
رغم أنه لا يمكن لأحد أن ينكرالعلاقة التأريخية بين إيران القديمة و حضارتي عيلام وحضارات بين النهرين وإيران الحديثة وجوارها الإقليمي رغم الصارعات التي دارت بين تلك الأطراف.إلا أنّ الحضارة العيلامية والأشورية تعتبر الحاضرة والملهمة للحضارة الفارسية القديمة من هنا على الفرس ونظامهم الحالي أن يدين للحضارة العيلامية والأشورية بالإمتنان لا أن يقوم بالعمل على مصادرة الحضارة العيلامية بعد الإستيلاء على أرض عيلام عان 1925 أو أن يعمل على تدمير الحضارة الأشورية عبر استخدام عملاءه في أرض الرافدين.
لقد أثبت المؤرخون أنّ نشأة الحضارة الفارسية رهن الأخذ و السيطرة على حضارتي أشور وعيلام وذلك استناداً لمعطيات البناء التأريخي في عرش طاووس(تخت جمشيد) الذي شيده ملوك الفرس بناءاً على محاكاتهم للحضارة العيلامية والأشورية التي اقتبسوا منها العمارة و الفن والأخلاق و الديانة ، فقاموا بمزجها بموروثهم التأريخي ليجعلوا منها حضارة مستقلة عن الحضارتين الأم. فإذا ما أراد المرؤ أن يلقي نظرة على تخت جمشيد فإنه سيلاحظ العمق المعماري للحضارتين (عيلام وأشور) في حضارة فارس بكل وضوح فالنسر المجنّح الذي يشمخ في عرش طاووس ما هو إلا ابتكار للنسر المجنح العيلامي. وكذلك الحال هو بالنسبة للثور المجنح وهو تمثال يحرس أحد أبواب سور مدينة دور شروكين التي شيدها الملك الاشوري سرجون الثاني (721- 705 ق.م) وكان يرمز إلى القوة والحكمة والشجاعة والسمو، وقد اشتهرت الحضارة الآشورية بالثيران المجنحة ولاسيما مملكة أشور وقصور ملوكها في مدينة نينوي وآشور في شمال ما بين النهرين والذي غدا رمزا من رموز هذه الحضارة التي كانت تعتمد القوة كمبدأ في سياستها وانتشارها.فمن هذا المنطلق التأريخي يجب على حكام طهران أن يدينوا بالوفاء و الولاء لأرضي عيلام وبلاد الرافدين.
التعليقات (0)