مواضيع اليوم

إيران ... من غزة وصنعاء الى الفضاء الإلكتروني

خالد الأحوازي

2015-02-08 22:28:56

0


تحاول إيران جاهدة استعادة دورها في المنطقة بعد أن فقدت بعض نفوذها نتيجة تدخلاتها في سوريا و العراق والبحرين من خلال استغلال القضية الفلسطينة للترويج لتوسعها الإقليمي إنّ الدعم الإيراني للحوثيين مقابل عناصر غير مرغوبة بالنسبة للشعب اليمني أحدث هذا السقوط المفاجئ لليمن أمام الحوثيين و منه ازداد دور الإيرانيين هناك. كذلك تحاول طهران عبر استغلال الفضاء الإلكتروني توظيف بعض الصحفيين و الكتاب الذين يمتدحون نهج إيران و الترويج لها عبر شبكات التواصل الإجتماعي - التي حجبتها إيران على مواطنيها في الداخل لكنها توظفها من أجل الدعاية و التوسع الإقليمي- للظهور بمظهر ملائكي محب للشعوب والعكس صحيح.

حماس

عقدت طهران مؤخراً مؤتمراً لـ "نصرة" غزة تحت عنوان "غزة رمز المقاومة" ركز هذا المؤتمر على سبل دعم الفصائل الجهادية هناك مثل حماس و الجهاد و لكنّ المؤتمر لم يجلب للفلسطينيين أي شئ غير تلميع لوجه إيران ودعاية في شوراع غزة لزعماء طهران و بعض الأموال التي تصل الى جيوب الممانعين الفلسطينيين المهلّلين لنهج طهران في المنطقة. كما أنّ إيران و من خلال التدخل في غزة تريد إيصال رسالتين الى المنطقة والعالم .الأولى: توظيف ورقة حماس لتعزيز مكانتها الدولية، عبر ادخالها في التفاوض النووي وذلك لتقديم نفسها الى العالم بأنها صاحبة كلمة الفصل في الشؤون الإقليمية و الثانية: ربط حماس بحزب الله عبر استخدامها كآلة للتصعيد مع إسرائيل لأخذ الإمتيازات من الغرب في ملفات إقليمية ذات صلة.

صورئ 3

أما صنعاء فقد تحولت الى ساحة لتصفية الحسابات بين إيران و منافسين إقليميين مثل مصر والسعودية للوصول الى باب المندب عبر الحوثي للضغط على تلك الدول لحث السعودية على التراجع في ملفي العراق و سوريا ولبنان. وقد خدمت ظروف التذمر الشعبي في اليمن من الدولة التي تشكلت بعد الثورة هناك فرصة تاريخية للإيرانيين و حلفاءهم الحوثيين للتمدد السريع. كل ذلك لم يثمر منه سوى شعارات فضفاضة يرفعها الحوثيون لتلميع وجه طهران فلم يحصد اليمنيون أي شئ غير انعدام الأمن والإستقرار في هذا البلد بعد التصعيد الحوثي وبدعم من طهران.

حوثی2 2

أما فيما يتعلق باستغلال الفضاء الإلكتروني و شبكات التواصل الإجتماعي فتدفع إيران مبالغ طائلة لشراء ذمم كتاب وصحفيين وإعلاميين للترويج للنهج السياسي الإيراني في المنطقة فنظرة سريعة على الصفحات الشخصية لبعض الكتاب الموالين لطهران في شبكات التواصل الإجتماعي تبدو مليئة بالمدح والمديح للإيرانيين وسياساتهم وطبعاً لم يحدث هذا بالمجان. تنفق إيران سنوياً مبالغ طائلة على حلفاءها في غزة و صنعاء و بغداد و العراق في حين تعيش الشعوب الإيرانية مشاكل إقتصادية و اجتماعية لاعدّ لها ولاحصر آخرها كانت العاصفة الترابية التي ضربت مدن في الأحواز وغرب إيران فلو أنفقت طهران على شعبها ربع ما تنفقه للترويج لنهجها لما حدثت مشاكل التضخم و البطالة و البيئة وغيرها التي أصبحت مشاكل مزمنة بالنسبة لمعظم الإيرانيين. فشراء ولاء المواطن بالخدمات والصحة هو بحد ذاته ترويج لنهج سياسي لكن انقلبت الآية بالنسبة لطهران في جميع الحالات والظروف.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات