إيران ... تمديد أم فشل المفاوضات النووية

أوشكت الفترة المحددة للتوصل الى اتفاق نهائي على الإنتهاء لكن دون التوقيع على أي اتفاق أو الإعلان عن فشل أو تمديد المفاوضات .هذا الأمر أدخل عملية التفاوض برمتها في نفق مظلم. يبدو أنّ تفاقم توترات منطقة الشرق الأوسط قد ساعد التيار المتطرف في إيران في فرض رأيه على افشال المفاوضات.

قد تبدو الإتهامات الموجهة لإيران بدورها في الضلوع وراء ما يحدث في اليمن من تعاظم الدور التسليحي للحوثيين و التوتر الدائر في قطاع غزة للتأثيرعلى نتيجة المفاوضات و زيادة طموحات الإيرانية صحيحة لحد ما . إنّ إعلان قائد الثورة الإيرانية عن تمسك بلاده بمائة وتسعين ألف طرد مركزي ورفع كامل للعقوبات كشرط لأي تطبيع أو توقيع على المسودة النهائية أثناء المفاوضات الأخيرة أجهض المساعي المبذولة من قبل حكومة روحاني للتوصل الى نهاية لهذا الملف الشائك.

إنّ محاولة تعقيد التوصل الى اتفاق نهائي عبر التصاعد في وتيرة نسبة المطالبات الإيرانية بالحصول على أجهزة للطرد المركزي يبيّن أن المتشددون في إيران وجنرالات الحرس الثوري أجهضوا مساعي الحكومة المعتدلة في التوصل الى إتفاق نهائي بعدما كان الأمر قاب قوسين أو أدنى الى التوصل الى اتفاق حسب الأخبار والتحليلات التي ينقلها الإعلام الرسمي الإيراني في الفترة القليلة الماضية.

ستة أشهر من التفاوض على طاولة واحدة بين إيران والغرب لم تثمر عن نتيجة لأنّ المتشددون في إيران يسعون ألا يعلقوا أمالهم على هذا الإتفاق بسبب خشيتهم ما يحصل بعد الإتفاق. فالإنفتاح ورفع العقوبات ليست بصالح التيار المتشدد ولا جنرالات الحرس الثوري الذين يستولون الآن على جميع مصادر الثروة في إيران. وإنّ الإنفتاح السياسي مع الغرب قد لا يعني أنه يصبّ في صالح المؤسسة العسكرية في إيران والتي تحاول تضييق الخناق على المواطنيين. وإنّ نجاح حكومة روحاني لا يعني نجاحاً للحرس أو للمؤسسة المتشددة في إيران من هنا فإنّ أي فشل في المفاوضات يعني بالضرورة أنّ مصدره هو الحرس والمؤسسة العسكرية التي تحاول أن تسير على نهجهها الثوري قبل ثلاثة عقود ونصف والطريف أنّ هذا النهج أثبت فشله لكنهم يصرون على السير في نفس الخطى الفاشلة.فإن حصل تمديد في المفاوضات أو استحالة فرص التوقيع تعني أنّ الحرس قام بإفشال المفاوضات حرصاً على مصالح قادته الشخصية وليست مصالح البلاد العليا.