المحادثات النووية التي جرت مؤخراً بين إيران والدول الست في نيويورك لم تفض الى أي نتائج ملموسة.مازلت لكثير من العقبات تحول دون التوصل الى اتفاق نهائي. من بينها عدم تراجع كلا الطرفين عن مطالبهما.إيران ليست مستعدة للتخلي عن برنامجها النووي دون ضمانات أو إعطائها على الأقل دور جديد في الشرق الأوسط. الدول الغربية أيضاً غير قادرة على التحقق من سلمية البرنامج النووي بسبب الغموض الذي يكتنف هذا البرنامج.إذن الحل يكمن في تنازل إيران عن جميع طموحاتها النووية المثيرة للشبهات في المقابل إشراكها بملفات الشرق الأوسط.
القيادات الإيرانية المعتدلة مثل جماعة رفسنجاني وحكومة روحاني يبدو أنها مقتنعة بأنّ الحل النووي مع الغرب سيخدم إيران و سيعيد لها دورها و يبني قدراتها الإقتصادية التي دمرت بواسطة العقوبات المفروضة على برنامجها النووي. لكن القيادات المتطرفة في الحرس و خامنئي ممازالت متمسكة بالنهج الثوري للنظام وتصدير الثورة للدول العربية و استخدام القضية النووية للإبتزاز.
لكن بين هذا وذاك فإنّ الشعوب في إيران هي الخاسر الأول والأخير بسبب عنجهية النظام الإيراني وغطرسة قادة الحرس الثوري. فالملف النووي و البرنامج الصاروخي لإيران قد تسببا في تدهور غير مسبوق في الدخل القومي الإيراني و تركا آثاراً سبية على العملة و سوق العمالة و جميع مناحي الحياة بسبب إنفاق ثروة البلاد على الطاقة النووية والتسليح الصاروخي. فالحل الوحيد بالخروج من هذا المأزق هو التخلص من البرنامج النووي والصاروخي باتفاق نووي يحفظ ما تبقى من مقدرات هذا البلد.لكن بقاء السياسة الإيرانية متصلّبة على حالها يجعل أفق الحل النووي بعيد المنال الى أجل غير مسمى!
التعليقات (0)