في إيران تعقد الفتيات في أول أيام أعياد النيروز الخضرة و ينتهي الأمر بهنّ في فتح تلك العقد في اليوم الثالث عشر من أيام النيروز أملاً بأن تتفتّح العقد من حياتهنّ واليوم يبدو أن المشهد أصبح مشابهاً لما يجري في الملف النووي. وبعد أن عقدت عقدة الآمال على المفاوضات النووية المتنقلة من استطنبول الى جنيف يبدو أنّ التوصّل الى اتفاق نهائي أصبح يلوح بالأفق أكثر من أي وقت مضى.
فبعد المحادثات ما قبل الأخيرة في جنيف والتي لم تتكلل بالنجاح المأمول عقدت جلسة ماراثونية في اسطنبول جمعت بين وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف و مسؤولة العلاقات الخارجية في الإتحاد الأوروبي تناولت الدفع بالملف النووي للتوصل الى اتفاق نهائي بين الإيرانيين والدول ستة زائد واحد.فقد سربت وكالات الأنباء عن مسؤولين في الدول المعنية أنّ المحادثات الأخيرة أحدثت اختراقاً في النووي و يبدو أنّ الإحتمالات معقودة على التوقيع على الإتفاق النهائي بعد أسابيع من الآن.
الدور التالي من الحادثات والذي سيعقد في السادس عشر الى العشرين من يونيو القادم في فيينا مقر الوكالة الدولية للطاقة النووية سيتركز الإجتماع على الإتفاق النهائي . الإتفاق الذي ليس فقد أنعش الأمال في الدول المعنية بل أنعش الإقتصاد الإيراني وآمال مؤيدي الحكومة الإصلاحية التي يقودها روحاني بكل جدارة وخيّب آمال المعارضين الذين يحاولون استخدام نفوذهم لإجهاض الإتفاقات النووية بين إيران والغرب خوفاً من أن تحدث تلك الإتفاقات خرقاً في العلاقات الإيرانية الخارجية.وذلك ما يعيق تقدم أهداف الحرس الثوري الذي يرتكز على ثوابت معاداة الغرب وخلق أعداء وهميين.
إنّ المحادثات النووية القادمة ستكون عقبة رئيسية لأي توافق نهائي من شأنه أن يضع حداً لأكثر الملفات سخونة في العالم اليوم. فالآمال المعقودة على حل نهائي بين إيران والغرب معقود من قبل جميع الأطراف . الشعوب الأيرانية التي لا ناقة لها ولا جمل بما يقوم به النظام من مجازفات و رعونة سياسية وعداء تقليدي للغرب وإهدار الثروة على مشروع نووي لا يدرّ نفعاً على الإيرانيين ولا على حياة الأجيال القادمة لهم. و سوف يكون الإتفاق بمثابة إخراج المواطنين الإيرانيين من عنق الزجاجة التي وضعها فيها المتطرفون الإيرانييون فيها بعد قرارهم تطوير البرنامج النووي دون الرجوع الى الإرادة الجماهيرية أو إجراء استفتاء عام حوله.
وكذلك سيساعد الإتفاق النووي المؤمّل الحكومة الحالية المعتدلة للمضي قدماً في تطبيق الإصلاحات الموعودة وهذا ما يساعد الشعب في تحقيق أحلامه وطموحاته بالعيش الكريم. و سيؤمن الإستقرار و العيش السلمي في المنطقة والعالم في حال تحقق الإتفاق النووي وهذا سينعش آمال الجميع وعلى رأسهم الشعوب في إيران.
التعليقات (0)