التصريح الأخير لرئيس الطاقة النووية الإيرانية علي أكبر صالحي حول اقتراب موعد الحل النووي في المحاثات القادمة يشير الى المنعطف السياسي الحساس الذي يلوّح به القادة الإيرانيون فهو يوحي بأنّ المسؤولين الإيرانيين يهيّؤون الرأي العام الإيراني الى مرحلة قادمة ستكون حبلى بالمفاجئات منها التوصل الى اتفاق نووي قد يضع حداً للمسألة النووية الإيرانية التي ظلت القضية الأهم عالمياً على مدى عقدين.
تصريح صالحي الأخير مهمّ بالنسبة لسير المحادثات النووية الذي ستبدأ في الأسابيع القادمة لأنه يعدّ من الشخصيات النووية المهمة كونه رئيس الطاقة النووية الإيرانية وكذلك بسبب صلته الوثيقة بالمرشد علي خامنئي والحرس الثوري من جهة و حكومة الرئيس روحاني كونه يترأس منصبه الرفيع كمساعد لروحاني في الطاقة النووية.
ازدياد وتيرة التصريحات المتفائلة في الأيام الأخيرة حول الحل النووي إن دلت على شئ فهي دليل على انقطاع نفس المقاومة الإيرانية وتحدي المجتمع الدولي اقتصادياً و معنوياً.فصالحي لم يعد المسؤول الوحيد الذي يصرّح بأن الإتفاق النووي بات قريباً. هنالك الكثير من المسؤولين الذين يرون الحل في المرحلة المقبلة أصبح قاب قوسين أو أدنى. ارتفاع حدة المطالبات الجماهيرية و حتى مطالبات المسؤولين بالحل النووي تعود في الأصل الى الأزمة المالية التي تعيشها البلاد جراء العقوبات و انخفاض تصدير إيران لنفطها وكذلك الإنخفاض الحاد في أسعار النفط.
في اعتراف صريح من قبل مسؤول إيراني رفيع فقد أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في تصريح صحفي له أنّ البلاد تعاني من أزمة اقتصادية متعددة الأوجه. حيث اعتبر لاريجاني ارتفاع حجم التضخم و الديون الحكومية و الشلل العام في المشاريع الإنمائية مشكلة تعيق التطور الإقتصادي في إيران. مثل هذه التصريحات لربما تهدف الى تهيئة الشارع الإيراني وخاصة التيار المتطرف منه الى صفقة نووية لأنّ الأزمة الإقتصادية لم تكن وليدة اللحظة بل تفاقمت عند تولي نجاد واعتماده سياسة المواجهة النووية في البلاد لكن التركيز على الإقتصاد رغم حقيقته ترمي الى سياسة جديدة تقضي برفع العقوبات وهذا ما يتمناه على الأقل معظم الإيرانيين.
- See more at: http://www.farsnews.com/newstext.php?nn=13931020001575#sthash.h7jbrqGG.dpuf
التعليقات (0)