يعتقد البعض الى حد الجزم بأنّ داعش صناعة إيرانية معللاً ذلك بوجود صلات قديمة بين إيران ومنظمات متطرفة مثل" القاعدة " و "الإخوان" و"حماس" و"حزب الله" وإيواء إيران لبعض عناصر قيادية بارزة في التنظيمات المتطرفة وتأمين ممرّ أمن لهم للتنقل بين العراق و أفغانستان. في حين تبرّأ إيران نفسها من التهمة بسبب التعارض الإيديولوجي بين تلك الجماعات والنظام الديني في إيران من بينها إصدار فتاوى إيرانية تكفر هؤلاء. لكنّ الشئ الذي يتفق عليه الجميع أنّ هنالك تنسيق لا يعرف مصدره حول توزيع الأدوار بين إيران والجماعات المتطرفة في الدول العربية.
بالرغم من كل ما يقال عن الدور الإيراني في التطرف والإرهاب إلّا أنّ الأخيرة تسير بنهج مخطط له من قبل مؤسسات قومية ولا تكترث لكل ما يقال هذا الأمر أصبح يشكل قلقاً لدى البعض بما صار يقارن بين الدور الإيراني في المنطقة و دور المنظمات الإرهابية أمثال داعش. فالبعض قلل من الخطر الإيراني وممارساتها في الشرق الأوسط محملاً مسؤولية ما يحمل للمنظمات المتطرفة. لكنّ البعض ألقى باللائمة على إيران متهماً إياها بصاحبة الدور الأخطر والذي يفوق حتى خطر مؤسسة إرهابية مثل داعش.
تحميل إيران الخطر الأكبر والمسؤولية الأبرز جاء على لسان "هنري كسينجر" السياسي المخضرم في حديث صحفي له اعتبر الخطر الإيراني يتمثّل بالهيمنة الإيرانية على الدول العربية والسياسة التوسعية التي تمارسها على جيرانها العرب. وذلك من خلال سعيها الى تشكيل امبراطورية تهيمن على جميع المنطقة. لذلك وبسبب النفوذ الإيراني في بقعة كبيرة تمتد من العراق الى سوريا و لبنان والبحر الأبيض المتوسط و حتى اليمن يصعب على داعش أن تتوسع كما تفعل إيران لذلك يعتقد كسينجر أن عملية السيطرة على داعش أسهل بكثير من السيطرة على نظام الملالي في إيران.
من هنا وبسبب العلاقات المشبوهة التي تحكم إيران بالكثير من المنظمات الإرهابية ليس مستبعداً أن يكون تنسيق وإن لم تكن علاقة بين إيران وداعش في توزيع الأدوار والتعاون من أجل الهيمنة على الدول العربية فخيوط هذه اللعبة سوف تنكشف عاجلاً أم أجلاً . لكن على المعتدلين في إيران ومن بينهم حكومة الرئيس روحاني أن تردع محاولات المتطرفين في إيران في تحويل هذا البلد الى حديقة خلفية للتطرف. و أن يقوم المعتدلون بتحويل علاقة إيران بالعرب من السيطرة الى التعامل البنّاء.
التعليقات (0)