مواضيع اليوم

إيران و تركيا هل هوبداية صراع نفوذ عثماني-صفوي جديد؟

ماءالعينين بوية

2010-06-07 20:29:09

0

 بادر الحرس الثوري الإيراني بإعلان استعداد إيران لحماية  أي أساطيل إغاثة متجه نحو غزة إن قبل بذلك مرشد الجمهورية، الاقتراح لا يكاد يكون إلا نوعا من المزايدات الإعلامية فإيران تعلم كل اليقين أنها لن تخاطر و ترسل حرسها الثوري في مهمة تعتبر نوعا من إعلان حرب، كما أنها و في هذه الظروف قد لا تقوم بأي عملية من شأنها تأكيد المزاعم الصهيونية  بدعمها لحماس بالسلاح، و لعل هذا ما جعل حماس تسارع برفض الاقتراح الإيراني وذلك في تصريح للنائب جمال الخضري لجريدة الشرق الأوسط اللندنية، حماس أيضا لا تريد أي توتر  عسكري و لعلها تريد رفع العتب عن الحكومة الإيرانية من باب " تعرض أجواد و تابا ( يعني ترفض) آخرين،  إيران و تركيا أوردغان  تبدوان و كأنها في سباق محموم من أجل كسب تعاطف الشارع العربي خاصة  و الإسلامي عموما المتعطش لقيادة تقف في وجه الطغيان الصهيوني و الأمريكي، و إيران و تركيا في تنافس خفي للعب دور مهم و فعال في الشرق الأوسط و مد نفوذهما على المنطقة في غياب اللاعب العربي، و بوابة هذا الدور هو القضية الفلسطينية.

تركيا المتجهة شرقا بعد أن أعياها الإتحاد الأوربي و قلت فرص انضمامها للإتحاد، لا ترضى بأقل من القيادة، أمر قد يزعج دولا كإيران و الدول العربية أيضا خاصة السعودية و مصر، وفي ظل ضعف النظام العربي و عدم وجود أي استراتيجية مشتركة و ذاتية للعب دور ريادي و مستقل عن الإستراتيجية الأمريكية تبقى الدول العربية المعتدلة ميالة لأمريكا خاصة و أنها تشتركان المصلحة خاصة في التوجس خيفة من النظام الإيراني المستفحل قوة. و رغم تدهور العلاقات التركية الإسرائيلية و من وراءه طبعا تدهور العلاقات التركية الأمريكية، فإن المصالح المشتركة بين البلدين تركيا و أمريكا مازالت قوية خاصة أن تركيا دولة لها شأن في حلف الناتو، لكن تخوف أمريكا من اتجاه تركيا للعب دور مستقل و تقربها من حركة حماس قد يجعل أمريكا تفكر مليا في المارد التركي، تركيا أيضا في خضم التحولات العالمية التي تبعت الأزمة العالمية و انحسار الدور الأمريكي في المنطقة و الغارق في حربين ( أفغانستان و العراق) ربما تطمح لشق طريق خاص بها و بمصالحها بعيدا عن السرب الأمريكي.

إيران و تركيا إذن قوتين تزدادان نفوذا، و إمتدادهما سيكون لزاما على مسرح واحد و بالتالي فالمصالح التركية و الإيرانية ستتعارض و تتقاطع، إن لم يكن الآن ففي قادم السنوات، وهذا أمر يحيلنا إلى أيام التنافس الصفوي العثماني على الشرق العربي ( العراق خاصة)، ولعل الإعلام العربي و هو يصف الدور التركي مادحا بعودة العثمانيين و يصف الدولة الإيرانية بالدولة الفارسية الصفوية، إنما هو يعيد وصف التاريخ حين كانت الدولتين قوتين نافذتين.

تركيا تجد الآن فرصتها في إظهار إستراتيجيتها المستقلة عن الغرب في ثلاث نقاط:

·       ضغطها على إسرائيل من أجل فك الحصار و وقوفها إلى جانب حماس.

·       مساندتها لطهران إزاء الضغوط الأمريكية و الغربية بشأن ملفها النووي.

·       استمرار مشاركتها في القوة الأطلسية في أفغانستان و دعمها للناتو في حربه ضد طالبان.

مما يعني أنه إلى حد الآن تركيا ماضية في إتخاذ موقف معارض للغرب خاصة في رفض فرض العقوبات على إيران، غير أن هذا التقارب الإيراني التركي قد يختفي في المسرح العراقي حيث تبدو تركيا غير راضية على التدخل الإيراني في الشأن العراقي خاصة في دعم المالكي و الأحزاب الشيعية ضد باقي التيارات السنية و العلمانية.

بين هذا كله يبقى الخاسر الوحيد هو النظام العربي المتفرج المنكفئ على نفسه رغم ما يتوفر عليه من مقومات الريادة.

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات