دعا العميد في الحرس الثوري مسعود جزائري وهوأحد القادة الكبار في الحرس الثوري قبل أسابيع الى تأسيس وزارة جديدة تحمل عنوان وزارة الحرب الناعمة وذلك بغية تضييق الخناق على حق المواطنين في الحصول على المعلومات و مضاعفة المناعة اللازمة للنظام الإيراني الذي أصابته هزات أرضية منتيجة حصول المواطنين على تقنية عالية في المعلومات و التواصل المعلوماتي الذي حدث مؤخراً في العالم وقرّب مسافات التواصل عبر شبكات التواصل الإجتماعي مثل الفايس بوك و التويتر اللتان كسرتا الحواجز و الحدود و أحدثتا ثورات في العالم بأسره و في إيران كاد أن يحدث ثورة عام 2009 لو لا القمع المتواصل والمفرط هناك حيث لا يزال نظام ولاية الفقيه نتيجة ذلك يحجب شبكات التواصل الإجتماعي ويشدد الخناق على مستخدميها وإنّ خطوة تأسيس وزارة الحرب الناعمة تصبّ في هذا الإطار أساساً.
وفي السياق نفسه أضاف المساعد الإعلامي للقوات المسلحة الإيرانية وهو يتحدّث في مهرجان الحرب الناعمة الذي أقيم في مقر تابع للحرس الثوري في محافظة أذربيجان شمال غرب إيران الى أنّه بالفعل قد تمّ تدشين مقرات مختلفة معنية بالحرب الناعمة في المحافظات للإعداد التام لتأسيس وزارة الحرب الناعمة و قد تمّ تقديم المقترح بهذا الخصوص للحكومة للبتّ فيه.و أشار جزائري الى أنّ الشبكات التابعة لمقرات الحرب الناعمة تهدف الى مواجهة ذكية للأخطار التي تحدق بالبلاد وهذا يتطلّب تعاون مجلس الأمن القومي و المجلس الأعلى للثقافة وجميع مؤسسات الدولة.
ويعتبر النظام الإيراني أنّ الحرب الناعمة توجه بسهامها الى معتقدات الإيرانيين الدينية و الأفكار والتقاليد فالنظام يواجه الإثنيات الدينية والمتحولين دينياً و المعارضين له على أنهم ينتمون الى أجندات أجنبية هدفها زعزعة الإستقرار السياسي والثقافي للإيرانيين من هذا المنطلق يقوم بحجب وتوجيه القنوات والإعلام والسينما بإعتبارها الراعي الأوحد في البلاد بسبب تملّك الدولة لجميع الوسائل الإعلامية و الثقافية منذ أكثر من ثلاثين عاماً و الدولة توجّه الإعلام فينتظر الإيرانيين بفارغ الصبر الحصول على معلومة غير مشفرة لأنه لا يثق بالأبواق الإعلامية الإيرانية و يستقي المواطنون الإيرانيون معلوماتهم خارج نطاق الدولة بسبب فقدان النظام للمصداقية في نقل الخبر والمعلومة فهذا بحد ذاته هزيمة كبيرة لمشروع تصدير النظام لثورته لأنّ ثقافة الغير باتت تغزو البلاد والنظام ليس قادر الحفاظ على هيبته بسبب انكشاف المستور في الإعلام الحديث.
لكن النظام ظلّ يروّج الى شعار الخطر المحدق بثقافة الإيرانيين بسبب الإعلام الموجّه من قبل الغير وبدا الخوف واضحاً على المسؤولين الإيرانيين من القنوات والشبكات الإعلامية الحديثة و ذلك بسبب اعتكاف المواطنين على الخطاب الإيراني الموجه عبر القنوات الرسمية وسعيهم الحصول على المعلومة من قنوات لا يشرف عليها النظام في إيران. ففي كل تلك السنوات لم يحصد النظام سوى خسارة أجيال وهجرة العقول و تغيير المعتقدات فإن دلّ هذا على شئ فهو دليل على فشل سياسة النظام الذي يعتمد فيها على التعتيم والحجب و حروب ناعمة وخشنة ضدّ شعبه وخلق أعداء وهميين للحفاظ على مبادئ ثورته التي يعتبرها مستمرة ولم تتوقف رغم مرور حوالي خمسة وثلاثين عاماً على انطلاقها.
التعليقات (0)