قبل تشكيل التحالف الدولي ضد داعش الذي بدأ بشنّ غارات جوية داخل الأراضي السورية شرع التحرك الحوثي بالسيطرة على عمران و من ثم صنعاء و يتجه الحوثيون الآن نحو الجنوب لاستكمال زحفهم للسيطرة على جميع أنحاء اليمن. الحوثيون يعتبرون من الحلفاء التقليديين للإيرانيين منذ نشأة النظام الديني في طهران وهم يرفعون شعارات دينية قريبة لتلك الشعارات التي رفعها الخميني . واليوم وبعد أن أصبح سقوط النظام السوري قاب قوسين أو أدنى يبدو أنّ السلطات الإيرانية تحاول استخدام اليمن كبديل لنفوذهم في العالم العربي خاصة أنّ اليمن لا يقل أهمية عن سوريا إذا ما قلنا أنه يفوق أهمية فلم نجاف الحقيقة بشيء وذلك بسبب موقعه الاستراتيجي وقربه من الحدود السعودية و المصرية والمياه الدولية.
ينظر الإيرانيون لليمن منذ آلاف السنين على أنه موقع متميز يخدم خططهم البحرية واللوجستية ليس فقط في المنطقة العربية المطلة على الخليج العربي لكنه مهم بالنسبة لهم لأنه ركن من أركان النفوذ في القرن الإفريقي و مصر والسعودية التان توليان أهمية خاصة لليمن بسبب موقعه الجغرافي المتميز بالنسبة لهما.
يمكن لليمن أن يمثل الخيار الأصلح للقادة الإيرانيين بما لهذا البلد من أهمية حيوية إذا ما فكّر حكام طهران بأنهم قد يخسرون سوريا في يوم من الأيام لصالح خصومهم العرب . الانتقادات التي ترتفع من طهران حيال الحرب على داعش في سوريا وآخرها تحذير الأتراك بسبب موقفهم المؤيد للحرب ينمّ عن أنّ طهران باتت تدرك أنّ الهدف القادم بعد داعش هو نظام الأسد أكثر حلفاء طهران إخلاصاً في المنطقة لذلك فإنّ استخدام اليمن كبديل لطهران عن سوريا بدأ بالفعل لأنّ سياسة طهران دائماً تفكر في العثور على البدائل قبل فوات الأوان.
التعليقات (0)