مواضيع اليوم

إيران وتركيا والنظام الدولي الجديد...

حسام الدجني

2010-10-25 22:38:06

0

النظام الدولي التي تهيمن عليه الولايات المتحدة الأمريكية، هو آخر فصول النظم أحادية القطبية في العالم المعاصر، هذا ما ذهب إليه صامويل هنتغتون صاحب نظرية صدام الحضارات، ويقول هنتغتون في نظريته: يعتبر التفاعل بين الإسلام والغرب صدام حضارات، إذ أن المواجهة التالية ستأتي حتماً من العالم الإسلامي.

وربما إرهاصات هذا التفاعل تلوح بالأفق، ورياحها تهب من المشرق الإسلامي، تحمل معها بذور فجر جديد، ولكن ربما يطرح ذلك تساؤلاً حول مستقبل العالم الإسلامي في النظام الدولي الجديد؟
وللإجابة على هذا التساؤل، وفي ظل ضعف النظام الإقليمي العربي، ستكون الفرصة سانحة لبعض دول الجوار العربي وعلى رأسها تركيا وإيران، حيث شهدت العلاقات بينهما تطوراً هاماً يؤسس لمرحلة جديدة قد ترتقي بها العلاقات بين البلدين لتصل إلى درجة التحالفات الإستراتيجية، فكلا البلدين مؤهلتين لأن يكونا فاعلين رئيسين في الشرق الأوسط، ولهما من عناصر القوة ما يؤهلهما لأن يكونا قطباً فاعلاً في النظام الدولي الجديد، وصولاً إلى تحقيق اتحاد فدرالي تركي إيراني، وهذا الاتحاد يملك من عناصر القوة الإستراتيجية والجيوبوليتيكية والسياسية والاقتصادية والأيديولوجية، والثقافية، والممارسة الديمقراطية، والقوة العسكرية والصناعية الكثير، وبذلك نرى الجهود الصهيو أمريكية لخلق فتنة طائفية بين السنة والشيعة لتكون عائقاً أمام أي تجربة اتحادية في الشرق الأوسط، وهنا سأحاول أن أستشرف قيام اتحاد فيدرالي إيراني تركي، وسأعمل على تحليل عناصر القوة لدى هذا الاتحاد، ونتمنى أن يصبح الحلم حقيقة...

 

الاتحاد الفدرالي الإيراني التركي:

يبلغ مساحة الاتحاد الفدرالي الإيراني التركي 2.427.452 كم2، وتعداد سكانه تجاوز إلــ 142.5 مليون نسمة، تنتشر على طول حدوده أحد عشر دولة مجموع تعداد سكانها ما يقارب 300 مليون نسمة تقريباً، غالبيتهم مسلمون، ويبلغ طول حدوده البرية 4728 كم2، بينما طول حدوده البحرية 9700 كم2، موزعة على سبع منافذ بحرية، إضافة إلى إشرافه المباشر على مضيق هرمز والبوسفور والدردنيل، مما يجعل منه قوة بحرية، ويعطيه أهمية جيو إستراتيجية.

نعم، هذا الاتحاد لو تحقق سيكون مؤهلاً للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط، وسيكون له دور كبير في صياغة النظام العالمي الجديد، وربما يمارس دبلوماسية شعبية من خلال انفتاح الإتحاد على مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب والشعوب والتي قد يحقق من خلالها التمدد بسرعة في المنطقة العربية، وقد تكون سوريا من الدول التي ستسارع للدخول في هذا الاتحاد لنزعتها القومية والوطنية.

إن التقارب الإيراني التركي في هذه المرحلة السياسية الحرجة، وطبيعة التحولات السياسية التي شهدتها الساحة التركية، تؤكد أن هناك تحالفاً استراتيجياً آخذ بالتبلور بين إيران وتركيا.

ولكن هذا التحالف أو الاتحاد سيشكل خطراً استراتيجياً على المصالح الغربية في منطقة الشرق الأوسط، وعلى مستقبل الكيان الصهيوني، وكذلك سيكون له ارتدادات قد تمس بعروش الأنظمة الشمولية العربية، لذلك ستواجه الفكرة بقوة من كل الأطراف، ولكن تركيا وإيران لوحدهما كما تحدثت من قبل لديهم من المؤهلات للقيام بمثل هكذا تحالف، وبناء نظام سياسي فدرالي قائم على أساس العدالة والقانون والديمقراطية.
ولكن ينبغي العمل على خلق بيئة سياسية وثقافية مواتية عند شعوب المنطقة لدفعهم نحو القبول للتعايش في هكذا اتحاد، ولعل التجربة الأمريكية في بناء اتحادها الفدرالي عبر ضم واحد وخمسون ولاية، في دولة تجميعية، بها العديد من الديانات والمذاهب والملل والثقافات، ولكنها استطاعت أن تسيطر على العالم، وربما يكون للاتحاد الفدرالي الإسلامي عناصر قوة قد تفوق الولايات المتحدة الأمريكية، كوننا نمتلك حضارة وثقافة وإرث تاريخي يؤهلنا لأن نكون أسياد العالم.

Hossam555@hotmail.com
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات