إيران والتمييز العنصري ضد الأحوازيين

استبشر الجميع خيراً أخصّ مهنم الأحوازيين بالحملة الإنتخابية التي وضعت نصب أعينها حقوق الشعوب غير الفارسية في إيران للرئيس الإيراني الجديد"حسن روحاني" . لكن هذه النشوة لم تدم كثيراً بالتغيير وقد تبخذرت الآمال بالإحباط بسبب ممارسات النظام الإيراني ضد الأحوازيين في الأونة الأخيرة.

فقد استهلّ النظام حملته العنصرية الشرسة ضدّ الشعوب غير الفارسية بانتشار الرسائل النصية عبر الهاتف والتي تنتقص من كرامة الشعوب والإثنيات غير الفارسية.فرغم اعتذار شركة الإتصالات الإيرانية(إيرانسل) من المواطنين من إثنيات أخرى والتي جاء الإعتذارمتأخراً إلا أنّ سلسلة الممارسات العنصرية ضدّ الأحوازيين توحي بممارسة ممنهجة ضد الأحوازيين وبالتوقيت الحالي بالذات .

كما جاء قرار إصدار عقوبة الإعدام بحق أربعة نشطاء ثقافيين أحوازيين بتهمة التحريض على النظام ليزيد من تعقيد قضية التمييز العنصري الذي يمارسه النظام ضد الشعوب غير الفارسية وعلى رأسها عرب الأحواز منذ أكثر من ثلاثة عقود ويجعل هذا الملف في الأولوية الملحة للتعامل مع النظام الإيراني ومطالبة الحكومة التي تدعي الإعتدال وضع حد لمثل هكذا ممارسات.

يظلّ التمييز العنصري الإيراني ضد الأحوازيين مرتبط ارتباطاً مباشراً بوضع أسس ثقافة إحترام التعددية العرقية و اللغوية والإثنية في هذا البلد. فمواصلة هكذا سلوك أعني التمييز رغم تعارضه مع نصّ الدستور الإيراني الذي يحرّم انتقاص كرامة وحقوق الأخر يبقى مطالبة الرئيس الجديد بوضع حد لهكذا ممارسات على أرض الواقع و معاملة الأحوازيين معاملة ترتقي بحقوقهم القومية كحد أدنى من مطالباتهم المطروحة .عليه يجب أن يثبت روحاني وممثلوا النهج الإصلاحي الإلتزام بهكذا ثوابت في حكومتهم المقبلة قبل أن يؤدي اليمين الدستورية كإثبات لحسن نواياهم إزاء الأحوازيين الذين فقدوا ثقتهم بالنظام تماماً.