أدخلت الأزمة العراقية الأخيرة إيران في موضع لا تحسد عليه فالنفق العراقي المظلم الذي يصعب التنبّئ بنهايته، تلك دلالات على أنّ المنطقة حبلى بأحداث و متغيّرات كبيرة ، فبعد أن عصفت أزمة سقوط المناطق الشمالية بيد جماعات مسلحة في العراق برز الدور الإيراني وذلك عبر مساندتها للحكومة العراقية في توجهها القاضي بإقصاء مكون من مكونات الشعب العراقي.إنّ الأزمة العراقية وضعت إيران بين فكي كماشة ، فمن ناحية إنّ أي تدخل إيراني في العراق قد يتسبب في إدخال الإيرانيين في المستنقع العراقي قد يصعب عليهم إخراج أنفسهم منه ومن ناحية أخرى يطرح الإيرانيون قضية حماية المراقد الشيعية كذريعة لتدخلهم.وأيضاً إنّ ترك العراق بيد المسلحين كلقمة سائغة من شأنه أن يهدد الحدود الإيرانية الغربية بسبب التركيبة السكانية هناك و التدخل نفسه له عواقب قد لا تحمد عقباها من هنا يمكن أن ندرك مدى المتاهة التي يواجهها الإيرانيون مؤخراً حيال ما يجري في العراق.
الرئيس الإيراني المعتدل حسن روحاني لم يطرح لحد الآن أي خارطة طريق توحي بتدخل إيران في العراق بقدر ما أشار الى أهمية حماية المقدسات الدينية بالنسبة لإيران حيال أي تهديد قد تتعرض لها ولكن في المقابل قد تقرّب الأزمة العراقية والحاجة الى دور إيراني فاعل و إيجابي التوجهات الإيرانية مع نظيراتها الغربية وهذا قد يساعد في حلحلة الأزمة العراقية نحو التوصل الى لجم تدخل إيراني سلبي من ناحية و تحويره نفوذه الى تدخل إيجابي في العراق من ناحية ثانية.
في المقابل يقوم الحرس الثوري بعمل تطويع الألاف من الشبان الإيرانيين المتطوعين في القتال في الجبهات العراقية وهذا لا يعكس بالضرورة توجهات الحومة المعتدلة التي يترأسها روحاني لأن وجهة نظر روحاني فيها الحكمة و لا تنوي توريط غيران في الأزمة العراقية لكن جنرالات وقادة الخحرس الثوري لا يكترثون بعواقب التدخل الإيراني في العراق والذي قد يتسبب في مقتل عشرات الإيرانيين في أتون تلك الحرب بالإضافة الى إهدار الثوروة التي من المفترض أن تمنح للإيرانيين الذين هم أحق بها ولا أن تستثمر في الحروب والقتال العقيم في العراق أو في سوريا خدمة لأجندة الحرس الثوري والتدخل الإيراني في شؤون دول الجوار.
التعليقات (0)