إيران متى تتغير

إيران متى تتغير
الشارع الإيراني يعيش حالة إحباط كغيرة من الشعوب المطحونة , أسباب ذلك الإحباط كثيرة لكن أهم سبب هو صراع التيارات على السلطة والتلبس بلباس الدين وانتهاج نهج الدولة الثوقراطية , صراع غير طبيعي فالتيار المحافظ بقيادة المرشد الأعلى صاحب القول الفصل في كل شيء يضرب خصومة بمقامع متعددة , ولعل أهم المقامع الحرس الثوري وأجهزة الإعلام المرشدة لصالحة !
أشهر قليلة تفصل الشعب الإيراني عن صندوق الاقتراع , ويخشى المراقبون , ومناصري ومؤيدي التيار الإصلاحي الذي يعيش ويتنفس بلا رئة أن يقفز المرشد وحلفائه على إرادة الشعب مثلما حدث ذلك في العام 2009م , وتم سحل المحتجين وسالت دماء ندا سلطان على قارعة الطريق .
يعيش النظام الإيراني حالة انقسام وتبرز حالة من التململ بين الأجنحة المتحالفة , فالتيار المحافظ المتعدد الرؤى والشخصيات يعيش حالة صراع فقد سئمت بعض الشخصيات ذات التوجه الإصلاحي من هيمنة المرشد المحصن من الزلل والنقد كما نص على ذلك دستور الجمهورية , وتعول تلك الشخصيات على تحرك أوسع لمجلس مصلحة تشخيص النظام الذي يعد الهيئة الاستشارية العليا بالبلاد , لكن ذلك التعويل ,إن لقي تشجيعاً من بعض الأطراف حتى من خارج التيار نفسه الإ أنه يصطدم بحقيقة مٌرة فأمر ذلك المجلس بيد المرشد , ومعنى ذلك أن الداخل الإيراني تنطبق عليه عبارة مردك لي ؟؟
تحرك الإصلاحيين من كل التيارات واتجاههم لكسب حلفاء جدد , خطوة في الطريق الصحيح لكسر هيمنة تيار واحد متستر بولاية الفقيه , لكن تلك الخطوة لابد أن تلقى صدى وقبول لدى بعض المتذمرين بالداخل المحافظ والأهم الشارع المحبط المتذمر , فالمجتمع الإيراني يعيش حالة غليان مكتومة فالغالبية تعيش تحت خط الفقر , وزواج المتعة تحول من فعل يٌبتغى به الآخرة كما روج له المعممون إلى ممارسة لكسب المال والدعارة المنظمة , وهذا ما يستنكره المعتدلون ممن يسعى لتجديد المذهب وتنقيته من شوائب متعددة , و لعل أهم ما يقلق الإيرانيون تبديد الثروات على المغامرات فهناك دول تشجع إيران لتبقى شرطي للمنطقة وغول مرعب , فمغامرات إيران تشبه مغامرات نظام صدام البائد لكنها أكثر شراسة وأكثر مراوغة من نظام البعث البائد مدمر عراق العروبة والحضارة والتعايش !
تستمد إيران قوتها من دول غربية نصبتها شرطي على المنطقة وحولتها من جار للخليج إلى غول مرعب , لكنها ستتحول لفأر تجارب وقد تحولت بالفعل , فالدول الغربية لن تتركها تزداد قوة خشية إنفلاتها وتحولها من حمل وديع لوحش مفترس وكذلك دول الخليج فقد سئمت من مغامرات وقلاقل إيران ولم تنفع معها أساليب الحوار والتصالح السياسي , والحل سيكون بضربة عسكرية موجعه يمتد تأثيرها على المنطقة إذا استمرت سياسات إيران في المغامرات والمصادمات وهذا ما تستبعده إيران وتخشاه دول المنطقة وتتمنى الأ يحدث !
لن تتغير سياسات إيران طالما بقيت حقوق الشعب الإيراني وحرياته بيد نظام جمهوري لا يمت للجمهورية بأي صلة فالشعب الإيراني الذي ناضل من أجل حريته وحقوقه المسلوبة أبان نظام الشاه وقع بفخ الشعارات وسلم كل شيء لنظام شعاراتي متستر حتى أصبحت حريات وحقوق ذلك الشعب بيد حفنة مٌعممه لا تؤمن بالفرد ولا بالإنسان فسخرت كل شيء للمهدي المنتظر كما تزعم !
تغيير سياسة إيران مرهون بتغيير نظام الحكم فيها , والشعب الإيراني يناضل من أجل استرداد حقوقه المسلوبة سواء على مستوى الأقليات أو على مستوى الإقليم ككل فكل الأقليات بإيران طالها القمع والتضييق والتنكيل والاستبداد ولم يسلم من سياسة النار أحد حتى من داخل الأقلية الفارسية المستبدة بالبلاد والعباد لم يسلم شرفائها من ضربات الغدر , والحل بيد شعب إيران لكن الشعب مخدر كغيرة بأفيون الشعوب [الدين ] ومسيطر عليه من قبل حرس ثوري منزوع الرحمة والإنسانية سوف ينتفض شعب إيران كغيرة من شعوب العالم وانتفاضته لن تكون كربيع العرب , بل ستكون مختلفة فالاصلاحيون يسعون للتغيير الغير مضر بهرم الدولة ككيان سياسي شامل , و طالما الأحرار يٌلدون يوماً بعد يوم سترحل أئمة الضلال في يوم من الأيام وستحل بمزبلة التاريخ , فالشعب الإيراني شعب مغرر به مظلوم نريد أن نعيش معه في سلام ووئام فالقواسم تجمعنا والفواصل لن تفرقنا !.