نشر موقع رويتر مؤخراً مقالاً تحت عنوان "إيران: لا تقتصر على فارس فحسب!" بقلم برندا شافيرتشير فيه الى التعدد العرقي الموجود في إيران والوعود التي منحها حسن روحاني أثناء حملته الإنتخابية الى الإثنيات غير الفارسية وإمكان استخدامها للغتها الأم في الأقاليم التي تقطن فيها. ويكمل صاحب المقال الحقيقة الحالية لإيران كونها بلداً متعدد الأعراق والإثنيات ويجب الأخذ بعين الإعتبار هذه الحقيقة التي لم يدركها العالم إلا بعد أن طفحت المشكلة الإثنية في إيران بعد القمع المستفحل الذي مارسه النظام الإيراني ضد الشعوب غير الفارسية.
يشرح المقال النظرة الدولية التي تغيّرت في ظلّ الثورات التي تشهدها الدول العربية و اقتراب الشعوب التي لم تستطع الحصول على حقوقها بعد سطوع نجم الدولة الحديثة في الشرق الأوسط خاصة الشعب الكردي في الشرق الأوسط الذي صار قاب قوسين أو أدنى من حصوله على حقه في تدشين دولته التي ناضل من أجلها بعد قرن من الزمن.
الشعوب غير الفارسية التي تشكّل غالبية السكّان في إيران تعيش في ظلّ الحرمان من حق التحدّث بلغتها الأم في المؤسسات الحكومية والتدريس في المدارس أو نشر صحف ومجلات وإطلاق قنوات ناطقة بهذه اللغات . في حين تزخر مناطق الشعوب غير الفارسية بمجمل الثروات الطبيعية من غاز ونفط وذخائر معدنية و موارد طبيعية فعلى سبيل المثال ينتج غقليم الأحواز حوالي تسعين بالمائة من الغاز والنفط الإيراني المنتج والمصدّر للخارج في حين تقوم السلطات بعملية مدرسة لحرمان الشعب الأحوازي من حقوقه الأساسية وحتى تتمّ مشاريع نهب ثروات هذا الشعب للأقاليم مجاورة و تحرف مسار الأنهار الى العمق الإيراني في حين أنّ الأحوازي يعيش على ثروة لا تقدّر وهو يعيش حياة المتشرّدين بسبب إهمال الحكومة لمناطقهم.
أما اليوم فبعدما أصبحت قضية الشعوب غير الفارسية تتصدر عناوين الصحف العالمية بعد أن كانت قضية هامشية وحتى خافية عن العديد من المتابعين للشأن الإيراني فمسؤولية حماية الشعوب غير الفارسية تقع على عاتق النظام الإيراني أولاً ويجب أن يحاسب منقبل مؤسسات دولية معنية بحماية الشعوب المضطهدة لإحترام مواثيق دولية بهذا الشأن وإعطاء هذه الشعوب حقوقها المشروعة ومن ثمّ تقع مسؤولية مساندة ومؤازرة الشعوب غير الفارسية على عاتق المنظمات الدولية المعنية مثل الأمم المتحدة والمسؤولية الثالثة تقع على عاتق نفس الشعوب التي تناضل من أجل حقوقها بأن تواصل نضالها دون ملل أو كلل حتى الحصول على كامل حقوقها القومية.
التعليقات (0)