مواضيع اليوم

إيران لن تموت بموت المرشد

Riyad .

2014-09-13 15:27:47

0

إيران لن تموت بموت المرشد

  تناقلت وسائل الإعلام العالمية صور للمرشد الإيراني رأس الهرم بإيران على خامنئي على فراش المرض وسط تكهنات بشدة مرضة , الملفت في الصور المتناقلة وجود صقور مجلس مصلحة تشخيص النظام السلطة متعددة الأغراض بإيران بجانب المرشد وتلك ليست مفارقة عجيبة ففي البلدان الثوقراطية " القائمة على حكم ديني " تبرز سلطة الفقهاء والعلماء على كل السلطات بل وتكون سلطة الفقهاء والعلماء أشد من سلطة الدولة نفسها , الصقور بإيران يرفضون بشدة مطالب الإصلاحيين من داخل النظام ومن خارجة ويقاومون كل محاولات الإصلاح والتحرك المجتمعي والأسباب أدلوجية بحته فالنظام الحالي بإيران يستمد شرعيته من المذهب الشيعي الإثني عشري ومن مباديء الثورة الإيرانية التي أطلقها الخميني وبالتالي فإن النظام يحافظ على تلك الشرعية ويدافع عنها بل ويحاول تصديرها بشتى الطرق للعالم , فإيران لا تختلف كثيراً عن بلدان تستمد شرعية وجودها كأنظمة حاكمة من أدبيات مدارس فكرية أو دينية وتلك هي الأدلوجية الضيقة التي لا تبني مجتمع ولا تحقق معرفة ولا تشيع تعددية وتعايش داخل المجتمع الواحد فالمجتمعات متعددة الأعراق والطوائف والأديان والتوجهات والثوقراطية تقتل التعددية وتشرعن الأدلجة والمسخ والمتأمل لحال البلدان الثوقراطية أو الثقراطية الجزئية إن صح التعبير في زمننا هذا يجدها بلدان تعيش على الصراعات والأمنيات ويعيش المجتمع حالة إحتقان وتململ وصراعات مختلفة والسبب التسلط الديني "المذهبي" بالقوة . إيران كدولة بعد ثورة الخميني حاول إصلاحيون تغيير وجهها بشتى الطرق فشلت المحاولات المتعددة ولم يكن أشدها الثورة الخضراء 2009م والتي كشفت للمجتمع تسلط الطبقة الدينية الحاكمة ودمويتها تجاه الإيرانيون سواءً كانوا فرس أو غير فرس فإيران بلد الأقليات والطوائف المتعددة , المحاولات التي قام بها الساسة من قبل ويقوم بها حالياً الشباب عبر مواقع التواصل الإجتماعي رغم التضييق ردة فعل طبيعية للإستبداد الممنهج والدموي بغطاء ديني مذهبي وردة فعل لتزايد حالات الفقر والبطالة والتردي الإقتصادي رغم الثروات الهائلة وردة فعل طبيعية لتزايد حالات الطلاق جراء المتعة الوجه القبيح الأإنساني لرجال الدين بإيران فالشباب الإيراني يتفاعل بشكل سريع مع المتغيرات ويطمح لأن تصبح إيران قوة إقليمية تحظى بترحيب إقليمي ودولي وتعايش مع دول الجوار من منطلق إنساني وأخوي ومصير مشترك وهذا ما يدفع الإصلاحيون لمواصلة خطواتهم الإصلاحية والمناداة بها رغم تضييق السلطات الإيرانية على الحراك الإصلاحي الرامي لتغيير وجه إيران وإستبدالة بالدولة المدنية الحديثة التي ستحقق لإيران ما فقدته طوال ثلاثون عام ؟؟ ظهور المرشد على سرير طبي يستقبل صقور إدارته رسالة مبطنة فالمادة 120 بالدستور الإيراني تنص على تشكيل مجلس قيادة للثورة في حال مرض المرشد مرضاً شديداً وفي حالة عدم إستطاعته القيام بمهامه تمهيداً لإنتخاب مرشد جديد , تلك الرسالة مفادها أن المرشد بصحة جيدة وأنه يؤدي مهامه المعتادة رسالة للداخل الإيراني والخارج , فالرئيس الإيراني يستمد رؤيته من المرشد ولم يظهر مع الصقور وذلك طبيعي فالرئيس روحاني رغم ميلانه الشديد تجاه الإصلاحيين ورغباته في الإصلاح لا يستطيع الحضور مع الصقور فالصقور مخالب حديدية بإيران لا يجروء أحد على الوقوف بجانبها فكيف بأمامها وهذا ما يخشاه روحاني وأركان حكومته ممن لا يستطيع البوح بمطالبة الإصلاحية ؟؟ إيران تعيش داخل دائرة ضيقة محاطة بالصراعات من كل إتجاه أدخلت نفسها في صراعات مع الدول الأقليمية خاصة قفزت على ملفات وتدخلت بملفات وكل ذلك أفقدها إمكانات وجعلها محط إتهام تتزايد حدته يوماً بعد يوم , لن تخرج إيران من دائرتها الضيقة طالما بقي الثوقراطيون يتحكمون بكل شيء وطالما بقي الحراك الإصلاحي مكبلاً بالحديد وهنا تبرز أهمية المعارضة الإيرانية بالخارج وبالداخل الإيراني فالمجتمع الإيراني يترقب حراكاً شعبياً يعيد للواجهة حراك 2009م ويقلب الأوراق على الصقور ليتصدر الحمائم ويستعيد الشعب الإيراني بكافة طوائفة وأقلياته ومذاهبة حقوقه المشروعة , ولن يكون ذلك بأماني على مواقع التواصل الإجتماعي بل بعمل على الأرض ولعل النشاط الطلابي والنشاط العمالي من أكثر القوى تحركاً بإيران على الأرض رغم المضايقات وهنا إشكالية عدم إستثمار ذلك النشاطين من قبل قوى المعارضة والإصلاحيين فكما هو معروف بالعالم أجمع فإن النشاط الطلابي سياسياً وحقوقياً والنشاط العمالي حقوقياً من أهم الأنشطة المزعزعة للأنظمة المتسلطة والفاسدة لانهما يستمدان حراكهما من طبقتين طبقة العمال وطبقة المتعلمين وهما طبقتين تصنفان من الطبقة المتوسطة والمتحركة بإستمرار وغالبية قادتها شبان وشابات وندا سلطان قتيلة 2009 مثال على ذلك ؟ إيران بلد مسكون بالغموض وفي يوم من الأيام سيظهر على الواجهة بشكل جديد وهذا ما يترقبة العالم والمؤمنون بحق المجتمعات في حياة مدنية كريمة لا إكراه أو أدلجة فيها ولن تموت إيران بموت المرشد بل سيظهر مرشد جديد وصقور جدد طالما بقيت الحمائم تترقب وتنتظر وتعيش على الأحلام والشتات ....




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات