إيران عزلة إقليمية بكلمة سعودية
لم يكن الغضب الرسمي الإيراني من إعدام نمر النمر سوى القشة التي قصمت ظهر البعير, إعدام نمر النمر المنتمي للتشيع السياسي مثله مثل إعدام المنتمين للإسلام السياسي السٌني بحركاته وتنظيماته المختلفة إعدام يحمل رسالة للداخل والخارج مفادها دعوات إسقاط النظام جريمة لا يمكن السكوت عليها وحمل السلاح لفرض رؤية معينة على المجتمع أمرٌ مرفوض والشأن الداخلي محكوم بأنظمة وقوانين والدعوة إلى الإصلاح يختلف عن الدعوة إلى إسقاط النظام وإرهاب الآخرين باسم الدين , رسالة لم تفهمها إيران الموغلة في العنصرية والطائفية حتى الثمالة , أفراد الحرس الثوري الإيراني والباسيج المليشيا الأكثر دموية وعنفاً بإيران تحركت صوب السفارة في محاولة بائسة للتعبير عن الإدانة والرفض لكن تلك الفئة البشرية لا تمثل المجتمع الإيراني المتعدد المتنوع فالعالم يٌدرك مكر النظام ويعرف أن الجماهير التي تٌحيط بالمرشد الأعلى أو تٌثير الغوغاء بإيران ليست سوى حفنة من المجندين بزي مدني ؟
قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إيران وتأييد البلدان الصديقة والشقيقة لخطوة السعودية تلك ماهو الا تعبير رسمي عن الغضب العربي والإسلامي من التصرفات الإيرانية فمنذ الثمانينات الميلادية وهي تشعل الحرائق وتسكب الزيت على النار وتوظف الورقة الطائفية والمذهبية لإحداث القلاقل مستغلةً ملفات وطنية ذات شأن داخلي , إيران حامية الشيعة هكذا يرى نظامها السياسي والسعودية حامية السٌنة هكذا ينظر لها العالم السٌني فرقٌ بين النظرتين فالنظرة الإيرانية تٌشرعن التدخلات بشكلٍ سافر وتستغل الملفات أما النظرة تجاه السعودية فهي نظرة المجتمعات وبسببها تقف السعودية موقف المٌعين المساعد مستخدمةً كل ما تملك في سبيل الإنسان والسلام , صراع مناطق النفوذ بين السعودية وإيران أشعلته إيران منذ أن توغلت بتواطؤ أمريكي بالعراق ومنذ أن أحتل حزب الله وأنصاره ساحات بيروت 2008م وتصاعد الصراع السياسي وازدادت حدة الاحتقان الطائفي والمذهبي بعد أن دخلت إيران على خط الأزمة السورية داعمة للنظام بنفسٍ طائفي مذهبي نتن ومقيت , المشكلة العربية ليست مع الشعب الإيراني الذي يعيش 60% منه فقراً وجوعاً وتعيش أقلياته العرقية والدينية والمذهبية اضطهاداً لا مثيل له عبر التاريخ المشكلة مع النظام الحاكم الذي لا يؤمن سوى بالعرقية الفارسية كمعيار للمواطنة والتفريق والتمييز بين المواطنين ويستغل الملفات الداخلية بكل بلدٍ لإثبات تواجده وفرض هيمنته إن أستطاع ؟
السعودية ومنذ مدة طويلة كانت تٌدرك ألاعيب النظام الإيراني خاصة في ملف المفاوضات الغربية والأمريكية مع ذلك النظام فإيران شٌرطي المنطقة " من أيام النظام الملكي " وكل ما كان يحدث عبارة عن تخويف وذر رماد في العيون والحقائق تكشفت بعد الاتفاق النووي منتصف 2015م , إيماناً بدورها الحيوي تجاه الأمة وتجاه الشعوب والحوار بين الأديان وأتباع المذاهب والثقافات انتهجت السعودية نهج غض الطرف عن تلك الألاعيب لكن الصلف الإيراني لم يتوقف فقالت الكلمة الفصل كفى عبثاً وملفات الماضي ستٌفتح فوقفت مع الشعب السوري والشعب اليمني والشعب العراقي والمصري وتسعى بكل جهد لترميم الدولة اللبنانية المهشمة , السعودية تقوم اليوم بوظيفة ترميم المنطقة العربية الممزقة وظيفة هامة وحساسة تتطلب جهوداً مضنية وكبيرة , ستنجح السعودية في وظيفتها تلك بشرطين الأول التفاف الدول العربية والإسلامية حول السعودية والثاني عدم إغفال الملفات الداخلية لكل بلد فالتحديث والإصلاح والمواطنة عوامل صمود وركن أساسي في عملية الاستقرار , سياسة غض الطرف أو الوقوف بالمنطقة الرمادية أو السياسة الناعمة لم تعد نافعة خاصة في ظل تفتت الدول العربية ووقوعها بأحضان النظام الإيراني طوعاً أو كٌرهاً , غضب السعودية لم يٌبنى على طائفية أو مذهبية كما يعتقد البعض بل تدخلات إيران ونشرها للكراهية وإسهامها في تفتيت البلدان العربية والإسلامية عبر توظيفها للورقة الطائفية والمذهبية ودخولها على خط الربيع العربي بكل قبح سبب جعل السعودية تغضب وتقف بوجه النظام , من يعتقد أن غضب السعودية يعود لسببٍ مذهبي أو طائفي فلينظر لعلاقات السعودية مع أذريبيجان على سبيل المثال لا الحصر , الغضب السعودي بداية فعلية لعزلة إيران وبداية مرحلة جديدة عنوانها الجوار الحسن والنأي بالنفس والا فالمواجهة بمختلف الوسائل والأدوات ستكون خياراً لا حياد عنه والكره اليوم بملعب نظام السراديب المٌغلقة ! ...
التعليقات (0)