على ابواب الذكرى الخامسة والثلاثين لثورة تسمت بثورة الإسلام هو الحل يقف الإيرانيون , وقفة يلفها الآلم والغموض , آلم على ما آلت إليه أحلامهم وغموض يلف مستقبل بلادهم التي دخلت باب الشعارات مكرهه مخلفة ورائها نصف السكان على خط الفقر ونصفهم المتبقي على خط المشكلات الإقتصادية المختلفة , ثورة الشعب الإيراني يراها البعض مٌلهمة , لكن في حقيقتها مٌلهمة لحركات الإسلام السياسي بشقيها السني والشيعي , فهي ثورة تخديرية خدرت الشارع الإيراني بشعار الإسلام هو الحل وخدرت العقل الإيراني بأفيون الشعوب "الدين " تاركه لزعامات الدين الحكم والتحكم في الثروة والسلطة والعقل الإيراني الذي تحول من عقل حضاري إلى حقل ظلامي يطيع من يرسم له الطريق , طاعة عمياء يتم فيها إستحلال المال والعرض بإسم الدين ويتم في تلك الطاعة تقديم الأرواح قرابين للزعيم آية الله الذي هو آية من آيات الكذب والبهتان , فقد كذب على الشعب بإسم الإسلام وكذب على جهلاء الأمة بإسم الحرية والكرامة . المحتمع الإيراني المتعدد ثقافياً ومذهبياً وعرقياً ودينياً يعيش في وضع مأساوي , إقتصاد متردي , وحريات مقموعة مكبوتة وأقليات مضطهدة حتى وإن كانت تدين بنفس المذهب فالشعوبية الإيرانية الفارسية طاغية , والسلطة مٌحتكرة بالدم الفارسي فقط , حتى الإصلاحيين من داخل النظام تطاردهم نظرات آية الله ورجالة الدمويون , فتسييس الدين ينتج القمع والتسلط والإستبداد و الجهل والتخدير العقلي والفكري ؟ ندا سلطان قتيلة الثورة الخضراء التي قمعها النظام في أعقاب تزوير الإنتخابات عام 2009م ملهمة للشارع الإيراني الأخضر الذي يبحث عن الحرية بعتمة الظلام الدامس, فالمجتمع الإيراني منقسم إلى قسمين أخضر إصلاحي واحمر دموي متعصب للثورة التضليلية التي نهبت المقدرات بعد أن أٌختطفت من قبل من يدعي أنه امين على الشعب ومقدراته , إنقسام سوف يتبلور مستقبلاً إلى إصطفاف مع الخٌضر فالإحتقان بلغ ذروته ببلد من المفترض أن يكون قدوة في التعايش والبناء لانه يتكيء على أرث حضاري ممتد لآلآف السنين . إنقسام الشعب الإيراني وتشرذمة نتيجة طبيعية لمن عاش بالظلام الفكري والجهل والجفاف العاطفي والدموية المتسترة بستار الدين والتدين , فالمجتمع الواحد أصبح يخاف من المستقبل المجهول ويخاف على نفسه من نفسه ؟ الشعوب العربية تنظر إلى الشعب الإيراني نظرة حب وتقدير, عكس نظرتها للسلطة الدموية الحاكمة فالخلاف ليس فقهي مع شعب من حقه إعتناق ما يراه بل الخلاف معه لصمته ووقوفة بعيداً محايداً في كثير من مغامرات وتصرفات سلطته الدموية التي تنشر مخالبها بكل بقعة في العالم ؟ على مثقفي العالم العربي مد جسور التعاون مع المثقفين الإيرانيين , فالمثقف الإيراني بحاجة لمن يطبطب جراحه ويعزز حلمه بقيام دولة علمانية تكون فيها السيادة للشعب لا للحزب والمذهب الواحد ؟ غياب المثقفين العرب ووسائل الإعلام العربي عن إيران جعل من الشعب بكل فسيفساته يندب حظه على عدم وجود يد تمتد إليه بكل رأفه وحنيه فباريس وبريطانيا تزدحم بمثقفين إيرانيين يتطلعون لتواصل معرفي حضاري ثقافي مع جيران لهم لكن لاحياة لمن تنادي . المجتمع الإيراني يعيش هذه الايام ذكرى تشكل محطة فاصلة في تاريخ إيران الحديث والقديم , ذكرى يستذكر فيها الإيرانيون العزيمة التي كسرت جليد الإستبداد بإسم الحق التاريخي للأسرة ,ذكرى تاريخية آليمة لأنها ليست كسابقاتها ففي الأعوام والسنوات السابقة كانت الإحتفالات تبدأ بالهجوم على امريكا وهذه السنه لن يبدأ آية الله بالهجوم المقذع فالتقارب الإيراني الأمريكي ظهر من تحت الطاولة وبات على الطاولة بكل وضوح ظهور ووضوح تسبب بأزمة وصدمة للمجتمع الإيراني المخدر ولمرددي الشعارات وواضعي المفاتيح بيد أمريكا فلم يعد ينفع اللطم بعد أن بانت الحقائق وظهرت لغة المصالح السياسية , فلطم المجتمع الإيراني يختلف عن لطم شعاريوا العرب ومن شايعهم , فالمجتمع الإيراني يلطم على حظه المؤلم وشعاريوا العرب يلطمون على كشف سوئتهم الفكرية الضحله التي لم تتعدى الشعارات البراقة فقط ؟ .
التعليقات (0)