مواضيع اليوم

إيران تشتري "الفيتو" الصيني بالنفط والغاز!

ممدوح الشيخ

2009-11-11 14:22:00

0


المصالح الاقتصادية الصينية تعرقل مساعي الغرب لمعاقبة إيران:
إيران تشتري "الفيتو" الصيني بالنفط والغاز!


خلال 3 شهور حصلت الصين على عقود إيرانية بأكثر من 50 مليار دولار

إيران من أكبر شركاء الصين التجاريين وتستخدم عوائد النفط لإنعاش الاقتصاد الصيني

الواردات الإيرانية من الصين "ثمن ملائم" للفيتو الصيني

 

مع الكشف عن المنشأة النووية الإيرانية السرية قرب قم ونضوج صفقة أميركية روسية تقايض فيها أميركا إلغاء الدرع الصاروخي في أوروبا بموقف روسي داعم لتشديد العقوبات على إيران، أصبحت الصين العقبة الرئيس أمام مساعي بناء توافق دولي حول العقوبات المشددة، بل أصبح ينظر إلى مصالح بكين الاقتصادية المتنامية في إيران بوصفها عامل تعقيد شديد للمساعي الديبلوماسية الغربية لوقف المشروع النووي الإيراني.
وحسب نواب أميركيين بلجنة الشؤون الخارجية تجري محادثات أميركية صينية مكثفة في بكين بين مسئولين صينيين ونواب أميركيين حملوا رسالة أميركية مفادها أنه إذا واصلت إيران تحديها للمجتمع الدولي بسعيها لامتلاك السلاح النووي فإن على أن تلقي بثقلها الديبلوماسي وراء الجهود الغربية لفرض عقوبات أشد عليها. وفي الواقع، كانت الرد الصيني معلنا بقوة قبل استلام الرسالة!
ففي يونيو 2009 وقعت الشركة الوطنية الصينية للبترول صفقة قوامها 5 مليارات دولار لتطوير حقل للغاز الطبيعي جنوب إيران، وفي يوليو دعت إيران الشركات الصينية للمشاركة
في مشروع قيمته 42.8 مليار دولار لبناء 7 مصافي لتكرير البترول وخط أنابيب لنقل البترول يبلغ طوله أكثر من مليون ميل. وفي أغسطس كانت هناك صفقة أخرى قيمتها 3 بلايين دولار من شأنها أن تمهد
الطريق للصين لمساعدة إيران في توسيع 2 من مصافي البترول.
سلسلة من صفقات الطاقة اعتبرها الرئيس الديموقراطي للجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب الأميركي هوارد بيرمان "رسالة خاطئة تماما" لإيران. بعض المحللين يرون فيما يحدث خلافا كبيرا في الرؤى بين بكين وواشنطن تجب معالجته بسرعة، فليس من الواضح على الإطلاق
أن مصالح واشنطن هي نفسها مصالح بكين. وعلى نحو مضاعف ستجعل هذه الصفقات من الصعب بناء توافق دولي حول قرار عقوبات يبدو وشيكا. وبالتالي ستكون المهمة في مجلس الأمن أكثر صعوبة ليس فقط بسبب النقض (الفيتو) الذي تملكه الصين، بل أيضا لأن الصين أحد أكثر المدافعين عن إيران تشددا. وحسب زالماي خليل زادة مندوب أميركا الدائم في الأمم المتحدة في عهد الرئيس بوش الابن – وهو الرجل الذي سبق له إقناع الصين بقبول قرار سابق بفرض عقوبات على إيران، فإن تصور الصينيين للتهديد يختلف تماما عن التصور الأميركي. فصعود إيران ليس نبأ سيئا بالنسبة للصين.
ويبقى أن الصين تشارك أميركا المصلحة العملية في وقف انتشار الأسلحة النووية وبخاصة في
المناطق المضطربة مثل الشرق الأوسط. والصين من ناحية أخرى تريد – على وجه القطع – تجنب استعداء أميركا اقتصاديا بصورة متزايدة. لكن المشكلة أن الروابط الاقتصادية الصينية مع إيران تتنامى بسرعة، وأن الصين تنظر لإيران كورقة استثنائية في صراعها مع أميركا على موارد البترول العالمية، ففي هذه الدولة توجد 15 % من الاحتياطات المؤكدة في العالم من الغاز الطبيعي و10 % من النفط.
وبعد الصفقات الأخيرة تقدر الاستثمارات الصينية في النفط والغاز الإيرانيين بحوالي 120 مليار دولار كما أن إيران تستخدم عوائدها الكبيرة من النفط لإنعاش الاقتصاد الصيني، وبفضل وارداتها المختلفة من الصين أصبحت من أكبر شركائها التجاريين. ويرى النظام الإيراني هذه العلاقات الضخمة "ثمنا ملائما" للفيتو الصيني. ويشيع في الأوساط الديبلوماسية الغربية توقع مفاده أن الصين ستخفف العقوبات بشكل يفرغها من مضمونها أو تستخدم الفيتو لإجهاضها.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !