إيران تحارب استخدام اللغات غير الفارسية

رفضت السلطات الإيرانية الممثلة في مجمع اللغة الفارسية بالإجماع مشروع استخدام اللغات غير الفارسية في إيران بحجة أنّ استخدام تلك اللغات سيقضي على اللغة الفارسية وسيعرّض الأمن القومي الإيراني للخطر في حين يتناقض هذا الإعلان بصورة رسمية مع الدستور الإيراني في بنوده المتعلقة بحقوق الشعوب غير الفارسية وحقها في استخدام لغتها الأم في أقاليمها التي تقطن فيها. واعتبر عدد من أعضاءالمجمع اللغوي الإيراني مشروع تدريس اللغات غير الفارسية على أنه يعتبر تهديداً حقيقياً للغة الفارسية وعبارة عن مؤامرة مستوردة من قبل دولة بريطانيا و الدول الغربية و أنّ المطالبة بحق اللغات غير الفارسية يشكّل خطراً على أمن البلاد. هذا فقد شكّل الإعلان الإيراني الأخيرإحباطاً كبيراً لدى الناشطين في مجال حقوق الشعوب غير الفارسية في إيران خاصة في ظلّ حكومة روحاني التي تدعو للإنفتاح على الأخر لكن هذا الأمر ليس مستغرباً بما تمارسه الحكومة الإيرانية من سياسات تطهير وإعدامات بحق الشعوب غير الفارسية وخاصة الأحوازيين الذين يتعرضون لتهديد وجودي وممارسات تعسفية كانَ أخرها إعدام معلمين أحوازيين.

التناقض الإيراني ليس جديداً فمعارضة المسؤولين الإيرانيين في استخدام اللغات غير الفارسية يتزامن مع تصريح وزارة التربية والتعليم الإيراني مؤخراً بمشروع الوزراة البدء بتدريس اللغات الغير فارسية في المدارس وبدأت ورشة عمل في تطبيق هذا المشروع فمن نصدّق فتنطبق على الإزدواجية الإيرانية المثل القائل (علامة الكذاب جوده باليمين من غير مستحلف) أو بالفارسي(دم خروس رو باور کنم یا قسم حضرت عباس رو؟!).هذا الأمر يقودنا الى هذا التساؤل المطروح حلو مَن يحكم إيران و من يعلو صوته في نظام متعدد الرؤوس و القيادات والدوائر؟ وكما أنّ التطوّر الأخير قد يعقّد حصول الشعوب غير الفارسية الساعية الى الحصول على حقوقها ويضعها أما متاهة لم تعرفها من قبل فرحم الله قومٍ يقوده نظام لا دين له ولا أخلاق و لا وعود .!