الوجه الحضاري والثقافي و حتى السياسي في إيران يشهد تغيراً متواصلاً. فلم يعد الملالي في إيران قادرين على الاستمرار بسياستهم الداخلية ولا الخارجية دون الرضوخ للمتغيرات التي تحدث في الشرق الأوسط و في الداخل الإيراني. تدنّي مستوى الدخل العام في إيران وانخفاض الناتج القومي والعقوبات الاقتصادية أثرت بشكل كبير على الجميع حتى صنّاع القرار و أسرهم في إيران. الجيل الشبابي الذي يشكل ستين بالمائة من النسبة السكانية في إيران يتطلع لتغيير ملموس في السياسات الإيرانية الداخلية والعلاقات الخارجية لهذا البلد مع الدول الأجنبية. فرغم بعض المشاهد التي تعيدنا الى الثورة التي حصلت قبل أكثر من ثلاثة عقود ونصف إلا أنّ الأجواء السائدة ليست كما كانت عليه في السابق لأن ملامح إيران تتغير.
الأجيال الإيرانية المثقفة و الواعية لديها خبرة في شبكات التواصل الاجتماعي وتتطلع للمزيد من الحريات والانفتاح. إنّ التغير في المزاج العام في الوسط الشبابي ترك أثراً على الحكومة وتعاملاتها مع الشريحة الشبابية. تنتقد الطلائع الشبابية الحكومة الإيرانية بسبب نهجها في الاقتصاد والسياسة والثقافة وفشلها في مجالات الإعلام و الصحافة. تدني مستوى الزواج و المشاكل الاجتماعية الناتجة عن التدهور الاقتصادي يلام عليها النظام لا غيره بسبب سوء تقديراته و الفساد المستشري بين أركانه.
فلم يعد فكر الخميني المتشدد يلق ترحيباً واسعاً من قبل الشباب اليوم في إيران. من هنا فإنّ النظام الإيراني يحاول أن يلبّي بعض تطلعات الشباب مع الحفاظ على هويته الثورية لكن رغم ذلك سوف لن يتمكن النظام من الصمود طويلاً أمام الموجة العارمة من التغيير التي تعصف بالجيل الحالي. إن قلنا أنّ تبقي إيران كما كانت عليه قبل ثلاثة عقود فهذا تقدير خاطئ ولا بد للنظام أن يتماشى مع التغيير الزماني والمكاني وهذا يعني أنّ إيران اليوم مهما فعلت لن تبق إيران الأمس التي عرّفت نفسها بالثورة القابلة للتصدير فلم يعد مكان للتصدير مقابل الاستيراد في إيران اليوم.
التعليقات (0)