عسکرة الشعب و الاعلام
لم يکن إندلاع المواجهة بين النظام الايراني و منظمة مجاهدي خلق، مجرد نزاع عادي بين طرفين سياسيين مختلفين على بعض من الامور و القضايا، وانما کان إيذان بالاعداد لمرحلة جديدة في التأريخ الايراني المعاصر بعد سقوط نظام الشاه عقب الثورة الايرانية، مرحلة يتم خلالها التأسيس لنظام سياسي مشبع بتوجهات دينية ضيقة بحتة و توضع رکائز و بنى فکرية محددة تعيد الشعب الإيراني من جديد الى نير الدکتاتورية و الاستبداد لکن تحت مسميات جديدة و مبررات براقة، هذا الصراع الذي إحتدم بين الجانبين و تطور و أخذ أبعادا غير عادية دفعت کل طرف الى العمل الجاد من أجل تعبأة کل قواه و إمکانياته في سبيل إنهاء الطرف الآخر، وقد سعى کل طرف و بمختلف الوسائل و السبل، لطرح اسبابه و مبرراته من أجل تحقيق ذلك الهدف، لکن، کان هنالك ثمة إختلاف کبير بين الطرفين بهذا الخصوص تجلى في عدة نقاط جوهرية هي:
ـ سعى التيار الديني بعد إعلان مواجهته مع منظمة مجاهدي خلق، الى الترکيز و بشکل غير عادي على دور رجال الدين بشکل عام و الخميني بشکل خاص في التصدي للنظام الملکي في إيران و إظهار أن هذا النضال قد ساهم لوحده فقط و بشکل حاسم في إسقاط النظام الملکي، وبنفس الوقت الى التقليل من دور و شأن کل التيارات السياسية الايرانية النشطة بإختلاف إتجاهاتها و مشاربها بشکل عام، ومن دور منظمة مجاهدي خلق بشکل خاص"رغم أن معاملته للمنظمة إختلف بشکل جذري عن بقية التيارات السياسية الايرانية الاخرى".
ـ بدأ التيار الديني بعد ان تبلور في بوتقة نظام ولاية الفقيه، بعملية مايمکن تسميته"عسکرة"الشعب و العمل من أجل دفعه للنظر بإتجاه واحد فقط وهو إتجاه نظام ولاية الفقيه، وان دعوة النظام ليوم القدس العالمي من خلال الاحتفال بآخر يوم جمعة من رمضان کل عام و سعيه من أجل ذلك لما أسماه جيش"العشرين مليون"، لم يکن في واقع أمره سوى خطوة فعالة بهذا السياق خصوصا وان ماکان يسميه بقوات"التعبئة" او"قوات"الحرس الثوري"، تخضع لبرنامج فکري ـ سياسي يتم من خلاله تمجيد و تأليه نظام ولاية الفقيه و التصغير من شأن کل التيارات الاخرى و جعلها هامشية او حتى ضالة!
ـ النظام الديني قد قام أيضا وفي خطوة متصلة بالخطوة السابقة، بعسکرة الاعلام و التربية و التعليم وأي نشاط له علاقة بالفکر و الوعي، وانه کان يقوم بضخ أفکاره و طروحاته السياسية المبرمجة من خلال ذلك و قد عمل النظام من خلال منهاجه الفکري ـ السياسي ـ التربوي الآنف الى منح الشرعية و الفخر و المجد لنضال رجال الدين فقط و التشکيك في مجمل النضال الشعبي الذي خاضته معظم التيارات و القوى السياسية الايرانية الاخرى"خصوصا اليسارية منها"، والنقطة المهمة الجديرة بالملاحظة هنا، هي ان النظام الايراني قد إعتبر أي طرح او فکر يتعارض مع الخط العام لهذه التوجهات بمثابة خروج على الشرعية او ما کان يصطلح على تسميته ب"ضد الثورة"، ومن هنا فلم يکن هنالك من صوت يغرد خارج السرب الديني.
وعودة الى منظمة مجاهدي خلق، فإن هذا التيار السياسي قد عمل و بشکل دؤوب من أجل إعطاء کل ذي حق حقه و بيان الحقائق و مسار الاحداث کما کانت من دون زيادة او نقصان، وأن المنظمة کانت تشير و بشکل خاص لنضال و کفاح القوى السياسية الايرانية الاخرى و لا ولم ترغب مطلقا في حذف او إقصاء او تحريف او تشويه نضال او تأريخ أية قوة سياسية إيرانية"بما فيها التيار الديني ذاته"، ومن هنا، فإن مرحلة إعلان المواجهة مع منظمة مجاهدي خلق، کان بحق مرحلة إعلان المواجهة مع الحرية بکل أشکالها و أنماطها و صورها، وبقد ماکانت منظمة مجاهدي خلق و في شخص زعيمها مسعود رجوي تؤکد على مفهوم الحرية و التأکيد على جعله رکنا او رکيزة أساسية من رکائز نضاله و أهدافه التي لامجال للمناقشة او المساومة بصددها، بل وان قضية الحرية کمبدأ أساسي و جوهري لمنظمة مجاهدي خلق بصورة خاصة و للشعب الايراني بصورة عامة، قد تم الترکيز عليها منذ الخطاب الاول الذي لو تسنى لنا إطلاق تسمية عليه، لما کانت هنالك غير الحرية من تسمية لها. ولم يکن ترکيز المنظمة و زعيمها على مسألة الحرية مجرد قضية عرضية او مسألة إعتباطية و طارئة، وانما کانت قضية مبدأ و اساس و خلفية تأريخ نضال و قصة معاناة و رحلة طويلة في الکفاح ضد الدکتاتورية و الاستبداد، وکلما کانت المنظمة ترکز و تؤکد على الحرية کهدف اساسي لها، کان النظام الديني وعلى الضد منها تماما، إذ کانت تؤکد و ترکز على الاستبداد بالسلطة و الاستئثار بها لغايات و أهداف ضيقة و غير مفهومة او حتى مقبولة.
المواجهة بين الطرفين کانت أساسا مواجهة بين الحرية بکل معانيها و آفاقها الانسانية السامية، وبين الدکتاتورية و الاستبداد بکل معانيه و أبعاده المظلمة و المنافية لانسانية الانسان و کافة تطلعاته المشروعة، وکان من البديهي جدا أن تتخذ المواجهة طابعا عنيفا يتسم بالقسوة المفرطة خصوصا من جانب النظام الديني، ولم يکن من السهل شطب و محو تأريخ و تراث نضال منظمة مجاهدي خلق"والتي هي اساسا جزء رئيسي و اساسي من تراث و نضال الشعب الايراني برمته" بجرة قلم او بقرار سياسي او ماشابه، بل أن النظام الديني المتشدد قد أدرك بجلاء أن المسألة أعمق و أکبر من ذلك بکثير، ومن هذا المنطلق، بدأ النظام برنامجه الاستثنائي بعسکرة الشعب و الاعلام و بث و دس منهاجه بهذا الخصوص من خلال ذلك، وان إلقاء نظرة عابرة على تأريخ إستغلال الدين لغايات و أهداف سياسية، تبين لنا بوضوح ان التيارات الدينية الاستبدادية و ذات المنطق و النهج الشمولي، کانت تجنح دوما لإقصاء و تکفير مخالفيها و إستخدام أعنف و اقسى الاساليب الوحشية ضدهم بإسم الدين و بمبرر إرضاء السماء!، وان النظام الديني قد رسم و حدد صورة من جانبه لمنظمة مجاهدي خلق، جعلها تبدو في اسوأ ماتکون عليه بل وانه حينما إختار زيفا و بهتانا مفردة"منافقين"لوصف أعضاء المنظمة، فإنه کان أشنع و اقسى و أشد وصف مستنبط من القرآن، إذ أن المنافقين و وفق القرآن الکريم"في الدرك الاسفل من لنار"، وهم أسوأ من الکفار، ولذلك وجد النظام الديني ضالته في هذه الکلمة لکي يوصم بها مناوئيه في منظمة مجاهدي خلق، في الوقت الذي کان إدعاء النظام بهذا الخصوص غير واقعيا و لايرتکز على أي أساس من المنطق و الحقيقة بل وان الخط و المنهج الفکري الذي تبنته المنظمة کان في اساسه واقعيا و يسعى لکي يسع الشعب الايراني بمختلف أعراقه و دياناته و طوائفه من دون أي تمييز او تبعيض، وان مشارکة أعضاء منظمة مجاهدي النساء الايرانيات المتظاهرات ضد قانون فرض الحجاب، کان بحد ذاته رسالة فکرية تؤکد للجميع أن المنظمة عندما تتبنى الحرية کمنهجا و هدفا لها، فإنها تترجم ذلك على أرض الواقع، ومن هنا، فإن رؤية نساء محجبات من منظمة مجاهدي خلق الى جانب النساء الايرانيات السافرات في تلك التظاهرة، أبلغ تعبير عن تمسك المنظمة غير المحدود بالحرية و نضالها الدؤوب من أجله، کما أن إستنکار المنظمة و رفضها القاطع لما جرى في کوردستان إيران من قمع دموي وحشي للمعارضين الکورد من جانب الحرس الثوري و حمامات الدم التي أقيمت هناك"ولاسيما في مدينة سنندج" على قدم و ساق بذريعة أن هؤلاء"أعداء الثورة"، کان أيضا بمثابة رسالة أخرى ذات مغزى من حيث الإيمان العميق و العملي لها بالحرية و سعيها لترجمة ذلك على أرض الواقع، وفي الوقت الذي کانت المنظمة تعتبر مواقفها الفکرية ـ السياسية هذه مصداقا لمبدأيتها، فإن النظام الديني کان يعتبر ذلك نفاقا و تضميرا للعداء ضده، وان الذي لايقف معه فإنه ضده، فکيف بالذي يدعم و يساند خصومه و اعدائه، وکان هذا التضاد و الاختلاف في المواقف و الرؤى بين الجانبين بمثابة مفترقا حاسما بينهما حيث بدأت مرحلة ما يمکن تسميته بالحسم من جانب النظام و الدفاع المشروع عن النفس و عن الثورة التي يسعى النظام الديني لتجريدها من مبادئها الاساسية و حرفها عن طريقا القويم و الواقعي.
ان تسليطنا الاضواء على دور منظمة مجاهدي خلق في الاحداث المتعلقة بالثورة الايرانية و التداعيات و النتائج التي نجمت عنها، ليس بمثابة دعاية او تسويق إعلامي للمنظمة بقدر ماهو محاولة جديدة لعملية إعادة إستقراء و إستنطاق الاحداث و الوقائع و استخلاص العبر و الدروس منها و السعي لجعلها بمثابة منار و مرشد لفهم طبيعة و مسار الاحداث في إيران في هذه المرحلة التأريخية الحاسمة من عمر المنطقة حيث تتهاوى أنظمة"عتيدة" و رؤساء"مزمنون" على أثر ثورات و إنتفاضات الشعوب العربية، هذه الثورات التي يحاول النظام الايراني و عبر طرق و وسائل متعددة لتفسيرها على أنها حاصل تحصيل التأثر بالثورة الاسلامية الايرانية، في الوقت الذي يوضح فيه زعيم منظمة مجاهدي خلق مسعود رجوي بأن مسعى النظام الايراني من خلال خطاب وجهه الى الشعب الايراني بمناسبة ثورتي الشعب التونسي و المصري بقوله:(في إعتقادهم أنهم يسعون بنفس منطق إختطاف ثورة الشعب الايراني، أن يختطفوا ثورات شعبي مصر و تونس و يسبغوا عليها صبغة دينية کي يؤول بها الامر الى جيب الدکتاتورية الدينية)، و يستطرد رجوي في جانب آخر من خطابه ذلك موضحا الخلفية المنطقية و الواقعية للثورتين حيث يرفض من خلال ذلك إدعائات و مزاعم النظام الديني بکون تلك الثورتين ذاتا خلفيتين دينية، و يسخر منها بقوله:(دکتاتورية الملالي تتغافل عن حقيقة أن طريق التطور الصناعي و الرأسمالي في هذه البلدان، من دون الحرية السياسية التي هي مسألة جدلية في علاقتها بالتطور الاقتصادي ـ الاجتماعي، قد وصلت الى طريق مسدود)، وان عملية الاقصاء و التهميش التي تعرضت لها منظمة مجاهدي خلق، کان أساسا من أجل إسکات و إغلاق منبر لايمل او يکل من طرح رؤيته و فهمه للأمور و الاحداث التأريخية في إيران و المنطقة من خلال علاقتها و إرتباطها الجدلي بقضية الحرية، ولأجل ذلك، فإن النظام الديني المتشدد لم يکتف بمزاعمه و إدعائاته النظرية ضد المنظمة و تأريخها النضالي وانما تعدى ذلك الى ممارسات عملية استثنائية و غريبة من نوعها و إلصاقها بالمنظمة من أجل إسقاطها من نظر و إعتبار الشعب الايراني، إذ کان النظام الايراني يعمد الى عمليات تفجير إرهابية داخل الاسواق و الاماکن العامة و يلصق ذلك بالمنظمة من أجل تشويه صورة المنظمة و الحط من مکانتها الاعتبارية في قلب و فکر و وجدان الشعب الايراني، ويقينا فإن النظام الديني الراديکالي ليس بغريب عليه أبدا هکذا تصرفات وانما ذلك جزء اساسي من ديدنه و عماد بقائه في السلطة، و هنالك قرائن و ادلة کثيرة و متباينة تؤکد تمسك النظام بهذا الاسلوب في تعامله مع أعدائه و مناوئيه"داخليين أم خارجيين کانوا"، وهم يؤکدون دوما أن کل الخيارات المتاحة مفتوحة أمامهم و تبعا لذلك يهددون أعدائهم و خصومهم، ومن المفيد هنا التوقف عند تصريح"شريعتمداري" ممثل الخامنئي في صحيفة"کيهان"، وذلك قبل إندلاع حرب تموز 2006 بين حزب الله و اسرائيل، حيث يقول:(القوات الامريکية في المنطقة في متناول يدنا و تحت محاصرتنا، وان مصير المشروع النووي لن يتحدد خلف طاولة المفاوضات في اوربا وانما يتحدد في شوارع بيروت و بغداد)، ان التمعن و التدقيق في هذا التصريح، إذ ماعلاقة شوارع بغداد و بيروت بالمشروع النووي الايراني؟ وماذا سيفعل النظام الايراني في تلك الشوارع حتى يجبر الغرب على الاذعان و القبول بمشروعه النووي؟ انه سؤال أجاب عليه النظام الايراني بعد فترة وجيزة من هذا التصريح حيث إندلعت الحرب بين حزب الله و اسرائيل، وهي حرب يعلم اللبنانيون قبل الجميع بأنها کانت حربا إيرانية بالوکالة من جانب حزب الله، أما فيما يتعلق بشوارع بغداد، فإن الاجابات من الکثرة بحيث يحتار المرء أي يختار وعلى قول الشاعر ابو فراس الحمداني(فهم کثر)! وان نظاما يواجه خصومه و مناوئيه بهذا الاسلوب و يمتلك هکذا منطق غريب، يجدر بالمتابع أن يسعى لفهم و ادراك کيف واجه منظمة مجاهدي خلق و أية اساليب و طرق و وسائل متباينة استخدمها لکي ينال منها و يجعلها ورقة محروقة أمام الشعب الايراني و العالم، وهنا من المفيد جدا الاشارة الى حادث تفجير الروضة الرضوية(مرقد الامام علي ابن موسى الرضا في مشهد)، عما 1994، أيام کان علي فلاحيان وزيرا لوزارة الامن و کان هاشمي رفسنجاني رئيسا للجمهورية، حيث أن النظام الديني و على لسان الخامنئي نفسه و بعد ساعتين فقط من وقوع حادثة التفجير، أعلن أن الحادثة من تدبير"المنافقين" في إشارة الى منظمة مجاهدي خلق، وهو أمر يحمل في طياته الکثير من التناقض و التضارب و عدم الواقعية و البعد الکامل عن الحقيقة والنقطة الوحيدة التي يمکن أن يستشفها و يستخلصها المرء من وراء هکذا إتهام متسرع و غير مبني على الادلة و الوثائق، هي أن النظام کان يتوسل بکل شئ و يستغل أي شئ من أجل تشويه صورة المنظمة و الطعن بها أمام الناس. ان منظمة جماهيرية ذات قاعدة شعبية عريضة کمنظة مجاهدي خلق والتي تصدت للنظام الملکي الدکتاتوري في داخل و خارج إيران و إنصب کفاحها المسلح الذي أعلنته ضد النظام الملکي بالتعرض للمراکز و المؤسسات القمعية و رموز النظام ولم تلجأ المنظمة وحتى سقوط الشاه الى تفجير أماکن عامة و التسبب في قتل أناس أبرياء، وان المنظمة قد بقيت على موقفها المبدأي و الاخلاقي ولم تتعرض مطلقا لأهداف تتسبب من رائها إلحاق أذى او أضرار بممتلکات و ارواح اناس أبرياء، وهي قطعا قد فصلت بين قضية مواجهتها للنظام و بين الشعب، ومن هذا المنطلق، فإنها و خلال المواجهات الساخنة و العنيفة بينها و بين النظام الديني، لم تقم أبدا بالتعرض لأهداف مدنية او تتسبب في إزهاق أرواح أناس أبرياء من أجل تحقيق غايات او أهداف سياسية، بل أنها کانت ترفض ذلك بقوة کما کانت ترفض الاقرار بتبعيتها لقوى خارجية أيام الشاه، وکما کانت ترفض نظام ولاية الفقيه المبني أساسا على رکائز إستبدادية، ولأجل ذلك، فإنه کان غريبا أن تنقلب منظمة ذات تأريخ و تراث نضالي عريق و مجيد کمنظمة مجاهدي خلق بزاوية مقدارها 180 درجة عن خطها الفکري و الاخلاقي و تقوم باستهداف الشعب الايراني من أجل الوصول الى أهدافها و غاياتها، و الواقع أن المنظمة قد بقيت على خطها و نهجها الواضح لکن، کان هنالك النظام الديني الذي کان من صالحه إلحاق هکذا تهمة مجحفة و باطلة بالمنظمة، وهو أمر يعلم معظم المراقبين و المطلعين على الشأن العراقي، خبرة و مهارة و تمرس هذا النظام في کيفية قلب الحقائق و تحريفها و تزييفها في رمشة عين! ومن المؤکد ليس بالامکان الاستهانة أبدا بالاسلوب المتعدد الاوجه و المضامين و الذي استخدمه النظام الايراني ضد منظمة مجاهدي خلق فقد نجح وللأسف في قلب و حرف و تزييف و تدليس الکثير من الحقائق و الامور الى الحد الذي انه قد تمکن من التمويه ليس على الشارع الايراني وانما على شوارع أخرى في المنطقة و على وجه الخصوص الشارع العربي ولاسيما وانه هنالك أحزاب و منظمات و هيئات ذات علاقة او مقربة من النظام الايراني في العديد من الدول العربية وقد ساهمت بدورها لنقل الصورة المحرفة و المزيفة عن منظمة مجاهدي خلق، ويمکن إعتبار هذه التنظيمات السياسية و الفکرية الخاضعة بشکل او بآخر للنظام الايراني، ضمن حملة عسکرة الاعلام ضد المنظمة. وقد سعى النظام أيام إحتدام المواجهة بينه و بين المنظمة، وفي الوقت الذي کانت المنظمة توجه ضربات قاصمة الى عناصر مفصلية تابعة للنظام و في مختلف أجهزته الحساسة، کان النظام يبادر بنشر أنباء عن عملية"إرهابية"لمنظمة مجاهدي خلق استهدفت سوقا للخضار في طهران او کرمانشاه و تنشر صورا عن اناس مدنيين قد قتلوا بصورة وحشية أثر ذلك الهجوم! وطبعا لم يکن النظام ينشر أبدا الوجه الحقيقي للمواجهة و واقع ماکان يجري على الارض، فهو لم يکن يرغب أبدا أن يعلم الشعب الايراني کيف أن مجاهدي المنظمة يدکون معاقله الحصينة و يلتقطون قادة ميدانيين له، وتماما کما کان يفعل نظام الشاه المقبور إذ کان يقوم بالتعتيم على عمليات المنظمة العسکرية و التي کانت توجه ضربات محکمة لهيکل و بنيان النظام الملکي، وعوضا عن ذلك کان ينشر أنباءا ملفقة عن المنظمة و علاقاتها بدول خارجية، کما هو أيضا نفس الحال اليوم مع النظام الديني في إتهاماته المختلفة ضد منظمة مجاهدي خلق او حتى أي طرف آخر يفکر بمعارضته او الوقوف ضده، وللموضوع صلة.
التعليقات (0)