بعد التمديد الأخير في المفاوضات النووية يبدو أنّ الإيرانيين أصبحوا على قناعة بإنّ التوصل الى اتفاق في المرحلة المقبلة قد يكون شبه مستحيل بسبب ارتفاع سقف المطالب الإيرانية. ارتفعت المطالب الإيرانية عندما لوّحت بعض الدول منها الأعضاء في مجموعة الدول الست في إمكانية طلب مساعدة غيران في عملية القضاء على داعش. فيبدو أنّ إيران ربطت أي تعاون بتنازل الدول الست عن مطالب إيرانية في الملف النووي.
قبل أن تندلع أحداث العراق وظهور داعش كانت المفاوضات تسير على قدم وساق حيث كان المسؤولون الإيرانيون يطرحون رؤية متفائلة بالتوصل الى اتفاق نهائي في غضون الفترة المحددة. لكن بعد الصعود المفاجئ لداعش تغيرت اللهجة الإيرانية بعاً لتلك المتغيّرات. حتى وصل الأمر الى طرح المسؤولين الإيرانيين قضية "إمكانية عدم التوصّل الى أي اتفاق نووي". هذا ما صرّح به المسؤول الإيراني في المفاوضات النووية"عراقجي" قبل أيام حيث أكّد بإنّ انهيار المفاوضات النووية وعدم التوصّل الى اتفاق لا يعني بالضرورة حدوث كارثة.
وأما بالنسبة للطرف المقابل ، يبدو أنّ إبرام اتفاق نووي أصبح غير مشجع للدول الست أيضاً وذلك بسبب قناعة السائدة بإنّ توقيع إيران على مجرد اتفاق لا يعني تراجعها عن طموحاتها النووية. لكن الأهم من ذلك هو الإلتزام الإيراني بالمعطيات و الإرادة الدولية و المساعدة على خلق أجواء في بناء الثقة. بدءاً بنفوذها في الشرق الأوسط مروراً ببناء دور أكثر فاعلية مع دول المنطقة والعالم وصولاً الى احترام المعاهدات الدولية فيما يخصّ الملف النووي.
استناداً الى ذلك فإنّ سياسة إيران في عهد حكومة روحاني تسير في اتجاه صحيح لحد هذه اللحظة. أولاً فيما يخص بموقفها من عزل المالكي فإنها انتهجت سياسة الأمر الواقع. وحسبما يبدو تنتهج نفس السياسة في التعامل مع داعش. يبقى أن تثبت طهران أنها تسير بنفس الخطى حيال التعامل مع ملفات الشرق الأوسط الأخرى و الملف النووي وهذا الأمر سيجنبها المشاكل حتى وإن تعذّرت الأمور التوصل الى أي اتفاق نووي.
التعليقات (0)