من يتابع ما تفعله إيران بحق العرب في الأحواز، من إعدامات وتقتيل وسجن وتهجير قسري، وحرائق مفتعلة، وإحلال للعنصر الفارسي محل العربي ومنعهم من التسمي بأسمائهم العربية، ومن يرى عنصرية الآيات لقوميتهم، من خلال رفضهم أن يطلق على الخليج العربي اسم الإسلامي، والإصرار على تسميته باسم الخليج الفارسي، وفرض المذهب الأثني عشري على أهل السنة فيها والذين يمثلوا ما نسبته أكثر من ثلث سكان إيران، وتهديم مدارسهم، ومنعهم من بناء مسجد واحد لهم في طهران، بينما يوجد في إيران76 كنيساً يهودياً!! وإجبارهم على الدخول في مدارس تفرض عليهم تعلم المذهب الأثني عشري، ومنع أي عربي أو سني من الترشح إلى رئاسة الجمهورية، إلا أن يكون فارسياً اثني عشرياً، ويؤكد هذا ما نقله الشيح محمد بيوض التميمي في مقاله: "هل الثورة الإيرانية إسلامية أم مذهبية قومية؟!" عن والده الشيخ أسعد بيوض التميمي مؤسس جماعة الجهاد الإسلامي، وخطيب المسجد الأقصى سابقاً، والذي كان من أشد المعجبين بالثورة الإيرانية، ولما تبين له حقيقتها عاد وتبرأ منها، فيقول: "ومن المواقف التي تدل على التعصب القومي لخامنئي والتي شهدتها بنفسي واشهد الله عليها، في عام1990م، وفي الذكرى الأولى لوفاة الخميني اجتمع والدي الشيخ اسعد بيوض التميمي بالخامنئي في طهران وكنت مرافقاً له، فطلب والدي – رحمه الله – أن يكون الحديث بينهما باللغة العربية بدون مترجم فهي لغة القران وكليهما يتقنها وتكريماً للغة العربية، فما كان من الخامنئي إلا أن انتفض وكأنه استفز، وأجاب بحدة: أنا لا أتقن العربية!! وهو في الحقيقة يتقنها جيداً"آه. ومن شاهد جرائمهم في العراق، ومجازرهم التي ارتكبها أذنابها في العراق على يد حزب الدعوة وفيلق بدر، وجيش الصدر، وغيره من الأحزاب الإيرانية، وتقتيلهم لأهل السنة فيها، وتقتيلهم وتشريدهم للفلسطينيين، والذين لازالوا يقبعون في مخيمات التنف والوليد، على الحدود الأردنية والسورية، وتقتيلهم لمجاهدي خلق في معسكر اشرف والذي لا زال أهله إلى الآن يعانون الويلات من حصار وقطع للغذاء والدواء، والتي بات يعرفها القاصي والداني، ومن قرأ عن جرائمهم في لبنان وما فعلته يدهم الخبيثة حركة أمل في المخيمات الفلسطينية، وتقتيلهم للفدائيين الفلسطينيين، وسط سكوت الخميني، وعدم إيقافه لهذه المجازر، ورفضه إعطاء أي تعليق، فضلاً عن تفسير لما يحدث؛ يتبين له حقيقة ما نقله شارون في مذكراته، بأن العدو المشترك لليهود والرافضة هم العرب والمسلمون عموماً وفلسطينوا المخيمات في لبنان خصوصاً.
ومن اطلع على التعاون واللقاءات المشتركة التي تقوم بين الآيات في إيران والنصارى واليهود، والتي يُكشف عنها اللثام بفضيحة تلو أخرى، بدءاً من فضيحة إيران كيت، والتي كشفت عن الأسلحة اليهودية التي كانت ترسل للهالك الخميني، الذي كان يزعم أنه جاء بالموت لأمريكا واليهود، وذلك كما أكد عليه الدكتور الشيعي موسى الموسوي في كتابه: "الثورة البائسة" : "أما إيران فكانت منذ قيام دولة إسرائيل صديقاً حميماً لها سواء في عهد الشاه أو بعد سقوطه، وكانت إسرائيل على علم ويقين أن تصريحات الخميني، وسائر زمرته من احتلال القدس والحرب مع الكيان الصهيوني هي للاستهلاك المحلي ومزايدات داخلية وخارجية، وقد ثبت ذلك حين زودت إسرائيل إيران بقطع الغيار والأسلحة أثناء حربها مع العراق في الحرب الإيرانية العراقية، وحاول الخميني نفسه أن يدخل الميدان وكذب الخبر مرات ومرات، إلا أن الفضيحة كانت أكبر من أن تخفى"، ومروراً بتصريحاتهم التي أكدوا فيها مساعدتهم للقوات الأمريكية في دخول كابول وبغداد، كما جاء على لسان الأبطحي ورفسنجاني وخاتمي ونجاد، وإدارتهم للعراق تحت الاحتلال الأمريكي، بواسطة أذنابهم، من حزب الدعوة، وفيلق بدر، وجيش الصدر، وعقدهم للمؤتمرات المشتركة مع اليهود، ومنها مصافحة الرئيس السوري والرئيس السابق خاتمي مع رئيس الكيان الصهيوني الفارسي "كاتساف" لدى حضورهم جنازة البابا بولس الثاني في الفاتيكان يوم الجمعة 8نيسان 2005م، وذلك كما أكد عليه الرئيس الصهيوني بأنه صافح الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الإيراني خاتمي الذي تحادث معه على هامش المشاركة في الجنازة، واجتماع نجاد مع يهود أمريكا، ومؤتمر "سزامي" الذي عقد في الأردن عام2008م وجمع بين وزير العلوم الإيراني "محمد زاهدي" ونظيره اليهودي "راغب مجادلة" ودخل الاثنان في نقاش حميمي، ومن ثم اجتمعا سوية بعيداً عن عيون الكاميرات خلف الأبواب الموصدة، ومؤتمر القاهرة لنزع أسلحة الدمار الشامل والذي عقد يومي29 و30 أيلول من العام الماضي بحضور مبعوثين من إيران وإسرائيل وجرى بين المبعوثين حديثاً قصيراً، وانتهاء بالتقاء وزير السياحة الإيراني مع نظيره اليهودي في اسبانيا، أثناء حفل استقبال أقامه ملك اسبانيا ضمن معرض مدريد للسياحة في بداية هذا العام، وتصافحهما ودعوة الوزير اليهودي لزيارة إيران والاطلاع على المعالم الحضارية فيها؛ يتبين له عمق العلاقات المتينة بين إيران وأمريكا واليهود، وكذب شعاراتهم التي يرفعونها، بأنهم أعداء للغرب واليهود!!
كل هذه الحقائق تؤكد مدى التعاون الوثيق بين إيران وبين الدول الغريبة واليهود، وتلقي الضوء على القمع والتقتيل الذي يمارسه الآيات بحق العرب والمسلمين، والذي يرافقه أحلاماً زائفة تعطى للعرب الآخر فقط، والتي كان آخرها، ما وعدت به هؤلاء العرب أنها سترسل الحرس الثوري على السفن الإيرانية القادمة إلى غزة، لتدخل غزة بالقوة، ولكنهم كعادتهم الدميمة تراجعوا عن قرارهم، واكتفوا بإعطاء الأحلام الزائفة لهؤلاء، والتي هي كفيلة كعادتها أن تجعل منهم أبطالاً في عيون هؤلاء السذج الذين ينظرون إلى الحقائق وهم لا يبصرونها، بينما بقيت المؤتمرات الخفية تجري واقعاً، لتمكين أعداء الله من دخول بلاد الإسلام، وتمكينهم من رقاب المسلمين، وبقي العدو مشتركاً بينهم، ألا وهم العرب والمسلمون وذلك كما نقل شارون في مذكراته: "لم أر في الشيعة أعداء للدولة العبرية على المدى البعيد، عدونا الحقيقي هو المنظمات الإرهابية الفلسطينية" إذن الحقائق تقول أن إيران لم تعطي للعرب إلا الأحلام، والقتل والتذبيح، والعمل على تقديم نفسها بكل سخاء لليهود والغرب يفعلون بها ما شاءوا، وكيفما أرادوا، فأين هؤلاء الناعقون بما لا يسمعون إلا دعاء ونداء؛ عن كل هذه الحقائق؟!
احمد النعيمي
Ahmeeed_asd@hotmail.com
http://ahmeed.maktoobblog.com/
التعليقات (0)