بقلم: محمد أبو علان:
http://blog.amin.org/yafa1948
زيارة وزير دفاع جيش الاحتلال الإسرائيلي لأسرة الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" قبل أيام، وكذلك فعل المكلف بملف شاليط من الجانب الإسرائيلي بالأمس، بالإضافة لذلك نقلت بعض وكالات الأنباء أن مسئول كتائب القسام "أحمد الجعبري" قد سافر للقاهرة.
كل هذه المؤشرات تعطي الانطباع بأن هناك تقدم ما قد حصل في صفقة التبادل المتوقعة بين حركة حماس وحكومة الاحتلال الإسرائيلي، في المقابل أعلن أن سوريا، السودان ودول أوروبية على استعداد لاستقبال مبعدي صفقة التبادل لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير "جلعاد شاليط".
هذه التسريبات المتعلقة بإمكانية إبعاد أسرى فلسطينيين في صفقة التبادل المتوقعة تعيد للأذهان قضية حصار كنيسة المهد في العام 2002 إبان عملية السور الواقي، حصار استمر لمدة (39) يوماً كانت نتيجته إبعاد ثلاثة عشر فلسطينياً لعدة دول أوروبية، وستةٌ وعشرون فلسطينياً آخر لقطاع غزة، والأسوأ في هذا الاتفاق أن مدة الإبعاد لم تكن محددة بفترة زمنية معينة، وبعد سبع سنوات من عملية الإبعاد لا زال هؤلاء المبعدين مشردين دون أية بوادر لقرب حل قضيتهم أو عودتهم للعيش مع أسرهم وأطفالهم.
هذه التجربة يجب أن يضعها المفاوض الفلسطيني في قضية شاليط نصب عينية، ويستخلص منها العبر، وعلى قاعدة الرفض المطلق لإبعاد أي فلسطيني سيفرج عنه في صفقة التبادل عن مكان سكنه الأصلي حتى لو طالت المفاوضات لعقد الصفقة لثلاث سنوات أخرى، وعدم إفساح المجال أمام دولة الاحتلال لتحولنا للاجئين ومبعدين عن وطننا باختيارنا.
وهناك العديد من التجارب التي يمكن الاقتداء بها، منها التجربة التي خاضتها الجبهة الشعبية – القيادة العامة في صفقة التبادل عام 1985 والتي أفرجت بموجبها عن (850) أسير فلسطيني عاد كل منهم لمكان سكنه دون شرط أو قيد، والتي شكلت في حينه نصر غير مسبوق على جبروت وتعنت الاحتلال الإسرائيلي في مجال تبادل الأسرى، ناهيك عن إنجازات حزب الله العديدة في مجال تبادل الأسرى.
بالتالي يجب أن تكون صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي فرصة لتكريس مجموعة من القواعد في حال تنفيذيها، أولها كسر القواعد التي يحاول الاحتلال فرضها على المقاومة الفلسطينية تحت مسميات "الأيادي الملطخة بالدماء"، وغيرها من الشروط الإسرائيلية المرفوضة فلسطينياً، ثانيها ضرورة شمول صفقة التبادل على أسرى فلسطينيين من القدس والمناطق المحتلة في العام 1948 والتي يصنفهم الاحتلال على أنهم مواطنين إسرائيليين، بالإضافة لأسرى عرب خاصة من هضبة الجولان السورية المحتلة، بالإضافة لأكبر عدد ممكن من الأسرى ذوي الأحكام العالية من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة بغض النظر عن تنظيماتهم السياسية وتوجهاتهم الفكرية..
moh-abuallan@hotmail.com
التعليقات (0)