: محمد أبو علان
http:blog.amin.org/yafa1948
زيارة "شمعون بيرس" رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي إلي القاهرة، ومن بعده وفد حركة حماس بقيادة القيادي في الحركة محمود الزهار، والتسريبات التي تأتينا عبر الصحافة الإسرائيلية، كلها تعطي انطباع بأن هناك تقدماً ما في صفقة التبادل بين حركة حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي.
المعالم الأولية للصفة إن صدقت التسريبات الإسرائيلية، وصدق الوزير الإسرائيلي "بن اليعاز معالم غير مبشرة كونها تشير لقبول حركة حماس بمبدأ إبعاد سجناء عن أرض الوطن المحتل، الإبعاد قد يكون لدول عربية وأوروبية.
هذه التسريبات المتعلقة بإمكانية إبعاد أسرى فلسطينيين في صفقة التبادل المتوقعة تعيد للأذهان قضية حصار كنيسة المهد في العام 2002 إبان عملية السور الواقي، حصار استمر لمدة (39) يوماً كانت نتيجته إبعاد ثلاثة عشر فلسطينياً لعدة دول أوروبية، وستةٌ وعشرون فلسطينياً آخر لقطاع غزة.
هذه التجربة يجب أن يضعها المفاوضين في قضية "شاليط" نصب أعينهم، ويستخلصوا منها العبر، على قاعدة الرفض المطلق لإبعاد أي أسير فلسطيني سيفرج عنه في صفقة التبادل عن مكان سكنه الأصلي.
والتجربة التي يجب الاسترشاد بها والذهاب على خطاها هي تجربة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة في صفقة التبادل عام 1985 والتي أفرجت بموجبها عن (850) أسير فلسطيني عاد كل منهم لمكان سكنه دون شرط أو قيد، والتي شكلت في حينه نصر غير
مسبوق على جبروت وتعنت الاحتلال الإسرائيلي في موضوع تبادل الأسرى .
التروي بعض الوقت في مسألة التبادل لن يكون لها سوى نتائج إيجابية على الصفقة، فالوسط السياسي الإسرائيلي، والشارع الإسرائيلي بات قريب من الموافقة على شروط حركة حماس المطروحة، وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي، ووزراء حزبه في الحكومة أعلنوا عن دعمهم لأي صفقة يتم التوصل لها مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، وزراء حركة شاس تركوا الإعلان عن موقفهم ليوم التصويت بعد تشاورهم مع الحاخام "عفاديا يوسف"، "أفيغدور ليبرمان" منح وزرائه حرية التصويت عند طرح الصفقة للتصويت في مجلس الوزراء.
صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي فرصة يجب أن تكسر فيها مجموعة من القواعد التي يحاول الاحتلال تكريسها في عمليات التبادل، أولها كسر المعايير الإسرائيلية التي تقوم على مفهوم رفض إطلاق سراح أسرى من ذوي "الأيادي الملطخة بالدماء" على حد تعبيرهم، ثانيها ضرورة أن تشمل الصفقة الأسرى من المواطنين المقدسين، ومن المناطق المحتلة في العام 1948، وأسرى الجولان المحتل، وأسرى الدوريات العرب.
إلى جانب كل هذه القضايا التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، على المفاوضين في صفقة "شاليط" تذكر دماء مئات الشهداء الذين سقطوا في قطاع غزة عقب العمليات العسكرية التي شنها الاحتلال بعد عملية أسر الجندي في حزيران 2006.
moh-abuallan@hotmail.com
التعليقات (0)