مواضيع اليوم

إن لم تكن تعلم أين تذهب .. .. فكل الطرق ستؤدي إلى هناك

محمد عابدين

2009-06-26 16:34:19

0

إن لم تكن تعلم أين تذهب .. فكل الطرق ستؤدي إلى هناك

 

" إنني أعرف نصيبي ، سوف يرتبط إسمي ذات يوم بشئ هائل مرعب ".

كلمات من مقولة للفيلسوف الألماني فريدريك نيتشه ..


أضعها أمام عيناي والعديد من العلامات التحذيرية حولها ... ولكن هيهات أن تثنيني مقولة أو يثنيني فعل أو رد فعل عن عزمي .. سأمضي في طريقي لكسر كل قيم التقليد والتقوقع على الذات .. سأمهد الأرض ما إستطعت تحت أقدام أبنائنا .. وكفانا نحن كأباء .. ما نلناه مما زرع في أرضية فكرنا وتحت أقدامنا من ألغام .. ولن أدخر جهدا ً في تعليم ونصح وإرشاد ابنائنا عن كيفية إستبدال كل القيم المغلوطة المتوارثة المطلقة .. بقيم ومفاهيم تتناسب وروح المدنية والتحضر والحرية والرقي .

 
نعود مرجعنا لنستكمل مقال كارثة الكوارث .. إنهم يخدعون أنفسهم وإيانا ..

لنتبين من خلالها:

جريمة إغتيال عقولنا على من تقع ؟؟
على الراوي أم المروية أم المردد للرواية ؟؟؟


ومن هذا المنطلق سندخل لصور تقليدية صورها مؤرخون محدثون ، بضاعتهم من التاريخ قليلة ، وتفهمهم للواقع كان حافلا ً بالأخطاء ، وإن كانت على غير قصد ،
وليس بها دراسة أو تمحيص أو تعمق ، مجرد نقل وتجميع لأقوال ومواضيع .
ومما يؤسف له إن جاء من بعدهم الكثير من التقليديين والمقلدين .. ونقلوا عنهم ما نقلوا ليعطونا عن الماضي صورا ً جامدة لا بحث فيها ولا أصالة ولا حياة .. إلا .. للغزوات والفتوحات وبها ، والأمثلة كثيرة في سوق الفكر سواء ً كانت بغرض الثقافة العامة أو التعليمية أو في بعض الأحيان يكون الغرض تجاريا ًبحتا ً وهو الأغلب في هذه الأيام .
والمصيبة إنها صارت ذا أثر في الناس وسلوكياتهم ، كما وكان لها من قبل .. عظيم الأثر في أقوال المستشرقين الأوائل وأعداء الإسلام فإتخذوا منها مداخل لمهاجمة الإسلام ، وإستندوا عليها كبراهين على أقوالهم ، ونحن كما نحن في ثبات عميق .. لا نتعلم أبدا ً ، ولا نصحو ، نعيد ونزيد من تلك الروايات والمرويات بكل فخر وإعتزاز ..  ولم لا وهناك من صوروها لنا وكأنها حقائق وإنتصارا ً على أعداء الدين ، وإنها مطلب إلاهي .. كأنها كل حياتنا الحاضرة وأمل مستقبلنا الواعد ، راجع بنفسك عزيزي القارئ ما يدور ويدار ويبث على مسامعنا ليل نهار .. حول الغزوات والحروب وما تبعها من ثروات وأجبية  .

والعجيب هنا
أن بعضهم لا يرى شيئا غير طبيعي في ذلك .. لدرجة إنك تجد
من منا يرى أن كشف السلبيات وتعرية الأخطاء طعن في الدين وإضعاف للأمة ، وإنتماء لأعدائها ، وهز لإستقرارها في مناخ عالمي معادي .
ولم يتساءل أيا ً منهم نفسه لما هذا المناخ المعادي .. وما أسباب ظهوره على السطح علانية ، خصوصا ً في تلك الأوقات العصيبة التي نرى فيها وبأم أعيننا تدمير المسلمين لبعضهم ..

ولكن لي هنا وقفة أستوضح فيها منكم :
هل ولدتنا أمهاتنا ننطق بتعاليم الأديان .. أم إكتسبنا تعاليمنا للدين كما إكتسبنا تعاليمنا للكلام والعلوم ؟؟
هل ولد كلا ً منا يمشي على قدميه أو يحبو ..  أم تحمله الأيادي ؟؟
إذن فالموضوع .. موضوع ثقافة مكتسبة وعلوم تدرس وإعلام يهدف
ومعلم ، وملقن ، وشيوخ ، ووسائط ، ووسائل ، وصحف ، وصحفيين وكتاب ومطبوعات ومذيع وإذاعة وبرامج وضيوف وممثل وأفلام ..
وهنا يجب أن نقف وقفة طويلة ... 

لنتبين دور من علمنا وإكتسبنا منه علمنا !!
هل أحسن تعاليمة لنا .. وهل أحسنا إعمال العقل فيما قدم لنا .. وهل كان علمه عن دراسة ودراية وتمحيص وإعمال عقل .. أم عن نقل وتداول وشرح للشروح المشروحة من قبل بغرض الإنتشار والتداول ؟؟
هل المسيحي أو المسلم ولد وتعاليم دينه متعلقة بفكره وعلى لسانه وفي يده أم إكتسب ديانته مباشرة من إسرته بالوراثة .. وخصوصا ً .. والداه .. وبالأخص أمه وحاضنته ؟؟
فما بالنا ودور الأمية التعليمية والثقافية لهذه الأسرة !!

وهل كان للطفل حديث الولادة حق الإعتراض .. أو حتى حق المقارنة بين ما يتلقفه من علم وبين الذي مع غيره وهو وليد أو حتى بعد بلوغه الكبر ؟؟

فما ذنب تلك الفتاة بنت السادسة .. ليجبرها ذويها على الحجاب بحجة الإعتياد

وما ذنب ذلك الفتى دون الخامسة .. ليجبر على إرتداء الزي الإسلامي الباكستاني

وأتساءل :
هل ولد الشيعي شيعي بالفطرة والسني سني بالفطرة أم إكتسب ثقافته من بيئته المحيطة ؟؟
وإذا كانت هناك عداوة بين الفرق من داخلها .. وما أكثرها !!

فما بالنا بالغريب المخالف ومدى تلك العداوة !!
ومن أين أتى الوليد الرضيع بالحقد والكراهية التي نمت معه ليكبر ويشب بمعاداة من يخالفه ويحمل له كل هذه الكراهية .. أليست مما قدم إليه من ثقافات مكتسبة ، وتعاليم ، ومقررات تعليمية ، ومطبوعات ، ومصورات ، وصور ، ونشرات ، وصحافة ، وإعلام ؟؟؟؟؟؟؟

وهنا مربط الفرس .. والذي دائما ما أطالب به
آلا وهو :
العودة لأصل ثقافتنا وتنقيتها من تعاليم وعلوم تحض على الكراهية للغير المخالف وتبث روح الفرقة بين الفرق وبعضها ، وأطالب بتحديثها بما يحبب الغير فينا ويحببنا في الخير والغير
ولا ننسى إننا " وإن كنا نحن سباقين في صنع تلك العداوة معهم " ووصلت هذه النظرة العدوانية حتى فيما بيننا ، فما بالك بمن يتربص بنا وما يمكن أن يأخذه علينا من تلك المرويات والكتب القديمة الحافلة بما يسيئ إلينا
والعينة بينة في مكتباتنا فكلما مددت يدك في جب تراثنا إلا وتخرج مدمية بجراح التاريخ ...
وإلى لقاء آخر بإذن الله
نستكمل فيه مشوارانا في غياهب جب تراثنا وتاريخنا
محمد عابدين

 

 

 

 

 

 

 

 

 





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !