مواضيع اليوم

إن لم تسامحني سوف ادخل السجن الحربي!!

ذات صباح يوم شديد البرودة شهر يناير عام 1977 كنت متوجهاً كالعادة إلى الأسكندرية مستقلا قطار الساعة السابعة إلا ربع , ذاهبا إلى مكان تجنيدي حيث كنت استكمل تجنيدي كضابط ” ملازم أول ” احتياط وكنت سعيدا جدا بأرتداء الزي الرسمي حيث كنت أول من لبس زي ضابط في أسرتي ولا اخفي سرا لقد كنت سعيدا بسعادة والدي حيث كان كلما رآني قال أزيك يا حضرة الضابط , أرد علية تمام يا فندم , كانت أيام جميلة بعد أيام التدريب الأولى التي حولتني من مدني إلى انسان عسكري , ومن شخص اقصي ما ضرب به النبلة إلى انسان تدرب على اسلحة كثيرة…

كان القطار مليئ بالطلاب والموظفين والعسكريين منهم العساكر والصف ضباط والضباط ولقد كنت دائما افضل الركوب في قطار السادسة وعشر دقائق لأن به درجة ثانية بالحجز وذلك حفاظاً على البرستيج ذي ما بيقولوا والزي العسكري , المهم في هذا اليوم لم اجد حجز وركبت القطار من المخزن حتى اجد مكان حيث ان القطار كان بدايته محطة دمنهور عاصمة محافظة البحيرة احدى محافظات مصر , جلست وللأسف في نهاية المقعد وركب شاويش أي عسكري يحمل رتبة ثلاث أشرطة على ذراعة وهو ضمن الشرطة العسكرية البحرية , كان دائم الهزار مع الأولاد أمام البنات وطالبات الجامعة وكان يتحرك كثيرا ومرة من المرات قدمة خبطت على رأسي حيث كنت جالسا على الكرسي أسفلة وهو جالس على الرف مكان الشنط , نظرت إلية وقلت حاسب يا أخينا خبطت رأسي , فحدث ما لم أتوقعة بدل الأعتذار نظر إلى متهكما وقال بصوت عال عجيبة والله العظيم هو كل واحد حط تفتين على كتفه عمل فيها ضابط ؟؟؟ نظر إلية الناس بأستغراب منتظرين حدوث خناقة لرب السما يتفرجوا عليها لكن كنت ومازلت اتحلى بالصبر واحسب لخطواتي والحمد لله ألف حساب ,, قلت له والله لتندم على كلامك دا وحتشوف حيجرى لك أيه ؟؟؟ بتقول الكلام دا بكل بجاحة ومش خايف  قال واخاف من مين منك ؟؟  قال انا اسمي وقال أسمه بصوت عال وكتبت اسمه ولكن نسيت آخذ اسم الكتيبة بتاعته , نزلت في المحطة وعند أقرب وحدة شرطة عسكرية قابلت احد العساكر وقلت لهم فيه شاويش شرطة عسكرية بحرية اسمه كذا قال آه اعرفة , هو حضرتك عايز منه أيه ؟ قلت أبدا دا معرفة وعايز أوصي عليه , متعرفش عنوان كتيبته ؟ قال عنانه كذاززز واعطي لي بياناته كاملة..

وصلت لوحدتي وكتبت شكوى للمقدم وتم رفعها إلى قائد الوحدة ومنها رسميا إلى وحدة الشاويش , ولم يمضي إلا يوم واحد حتى اتصل بي قائد وحدة الشاويش للتحقيق في الواقعة.

سافرت إلى دمنهور وكان يوم الجمعة هو التالي للواقعة وفي مساء الجمعة رأيت من النافذة الشاويش يتحدث مع المكوجي ” سيد المكوجي ” الذي أمام منزلنا طالبا منه أن يحضر معه ,, طرق باب الشقة وفتحت له الباب وقال  ممكن ادخل ؟؟ قلت  لا !! انت إية اللي جابك هنا ؟؟؟ , صرخ قائلا انا آسف يا حضرة الضابط , ارجوك سامحني !! دا فيها سجن حربي دا سيادة المقدم قال لي أن الشكوى دي حتدخلك السجن الحربي دا انت شتمت كل الضباط !!!! قلت له علشان تتربى وتحترم نفسك ,, سمع والدي ” رحمة الله الأصوات فحضر عند الباب وبمجرد أن رأى والدي قال أحضرنا يا عم الحاج وحكى له الموضوع قال لي أحمد !!!  قلت نعم.. قال سامحة الموضوع أنتهى يأبني  ….  دا حضر للبيت … قلت علشان خاطرك ياحاج ونظرت له قلت له انت مسافر بكرة في قطار السابعة إلا ربع وعايز اسمع الأسف بصوت عال أمام الناس في القطار !! قال حاضر وحضر في صباح اليوم التالي واعتذر بصوت عال وقال يا أخونا يا جماعة !!! الراجل دا …حضرة الضابط انا غلطت فيه وهو طلع أجدع مني وقبل الأسف الله يكرمه وأنا بأتأسف له أمامكم …. 

 أتصلت بالمقدم وقلت له على ما حدث وحضور الشاويش  للمنزل فزعل وقال لي المفروض انك تتمسك بالشكوى يا حضرة الضابط قلت له العفو عند المقدرة وربنا يسامح الجميع … وانتهت حادث كنت نسيته …. حدث  منذ اكثر من واحد وثلاثون عام ,,,, ياه الأيام بتجري !!! 

وإلى اللقاء مع احداث جديدة.

أبو عمرو                




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !