لو ذهبت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلي القدس لرأت عائلات فلسطينية تعيش في الشارع أمام شقق وبيوت كانت تملكها ومازالت ولكنها طردت منها تحت عنوان القدس الموحدة عاصمة أبدية لدولة إسرائيل, وهنا هل تعتبرون هذا تمهيداً للمفاوضات أو مناخاً يقودنا إلي سلام عادل..؟؟ وإذا قبل الجانب الفلسطيني التفاوض على أساس الشروط الإسرائيلية، فكأنه يسلم القدس الشرقية إلي الجانب الإسرائيلي.
وهذه المفاوضات لن تكون جدية، إلا في ظل وجود ضمانات أميركية ودولية للجانب الفلسطيني, وإن الوضع الحالي يتطلب المزيد من الضغوط على إسرائيل من جانب الإدارة الأميركية التي تراجعت عما وعدت به وعجزت عن تطبيق التزاماتها وخصوصا لما ورد في خطاب الرئيس "باراك اوباما" في جامعة القاهرة عندما طالب بوقف كامل للإستيطان قبل المفاوضات.
وحيث إن إدارة الرئيس أوباما عجزت عن اجبار إسرائيل على وقف الإستيطان، لأنها لم تمارس الضغط المطلوب والضروري والكافي، وعليها أن لا تكون مثل الإدارات القديمة للولايات المتحدة في الحديث الدائم عن السلام الغير عادل والمحافظ على مصالح إسرائيل ومصالحها في المنطقة.
إن متطلبات التعامل الجدي مع المخاطر والفرص القائمة يتطلب إجراء مراجعة شاملة لكل من نهج المفاوضات وإداراتها التي ساهمت في المزيد من تأكل الموقف التفاوضي الفلسطيني, والتي خفض سقف المفاوضات، بدل من التمسك الصلب في إنهاء الإحتلال وتطبيق قرارات الأمم المتحدة إلي تجزئة التفاوض, وكذلك لنهج إدارة حركة حماس السياسية والعسكرية والداخلية التي ذهبت بشعبنا إلي المزيد من الإنقسام والنكسات للشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية, ولا يبرر ذلك محاولات تغليفه بشعار المقاومة، هما النهجان اللذان تسببا في المزيد من الإنقسام والبعد عن تحقيق أهداف النضال الفلسطيني.
ويبقى التساؤل المطروح الآن على حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية، أين تسير الأمور راهناً ؟؟ وليس فقط على المسارات التفاوضية, وإنما أيضًا على المسارات التصادمية مع الاحتلال الإسرائيلي، وأيضاً على مسارات حركة حماس وسيما بعد رفضها إنهاء الوضع القائم في قطاع غزة.
بقلم / منار مهدي
التعليقات (0)