مواضيع اليوم
إن شاء الله تعني الهروب
إن شاء الله تعني الهروب
في ثقافتنا المحلية يتم إستخدام الكثير من المصطلحات من دون إدراك لمعانيها السامية فيقع الشخص في حفرة الخطأ وتتشوه المصطلحات ويُعلو الشك على الحقيقة ، إن شاء الله كلمة تُستخدم كثيراً فلا يكاد يخلو منها موقف ومن النادر عدم إستخدامها خصوصاً في مجتمعاتنا العربية فماذا تعني تلك الكلمة المقدسة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم !
لو امعنا النظر في تفاصيل حياتنا اليومي لوجدناها تزخر بجملة إن شاء الله فلا يكاد يخلو منها موقف ولا يكاد يقطع المرء وعداً دون أن يُتبع وعده بتلك العبارة المقدسة ، إن شاء الله تعني التوكل على الله والإجتهاد ، لكنها في التعامل اليومي عند الغالبية تعني رمي الوعد على المستقبل وما يكتنفه من غموض ، الهدف ليس التوكل بل التنصل من المسؤوليات المترتبة على ذلك الوعد وهذا هو التفسير الصحيح لعبارة إن شاء الله المستخدمة بكثرةِ اجتماعياً ، وردت الكثير من القصص حول استخدامات تلك العبارة فيقول احد الراوين إن احد اساتذة الجامعات ذو الجنسية الأمريكية سمع تلك العبارة تتردد كثيراً على ألسن الطلبه وعندما استفسر اجابوه بأنها تعني التوكل والوعد الجازم الذي لن يتم تأجيله فرح الأستاذ بجدية الطلاب لكنه في اليوم التالي أُصيب بخيبة آمل فلا وعد تحقق ولا تنفيذ للمطلوب تم وبعد نقاش مع الطلبه سمع نفس العبارة إن شاء الله فصرخ بصوتِ عالي قائلاً لا تقولوا نفس العبارة فهي تعني التنصل من المسؤولية والتقاعس عن أداء العمل ولا تعني الاجتهاد والتوكل والوعد الجازم داعياً إلى عدم إستخدامها مرةً أخرى ؟
تلك القصة يُقال انها حدثت في بلدِ متدين هيكله الخارجي ديني وواقعه الداخلي غير ذلك فالغالب لانه مجتمع يتوسع في المحرمات ويتوسع في المُباحات حتى اصبح كل شيء بحاجة لتفسير ديني وقواعد فقهية ولا داعي لذكر إسم ذلك المجتمع فالجميع يعرفه ويعرف طبعه ؟
مثل تلك القصة وغيرها تدل على تشويه المصطلحات والمقدسات بسلوكيات بسيطة تشويه يقلب الحقائق وينال من الجماليات بطريقةِ فجه والسبب غباء البعض وعدم استشعارهم للمسؤولية ، الأخطاء تحدث لكن استمرار تلك الأخطاء يعني تحولها لشيء عادي خصوصاً عند النشء لأنه ورثها دون استنكار أو تصحيح لمسارها من قبل العقلاء الذين يعيشون بمعزلِ عن الواقع الاجتماعي. .
@Riyadzahriny
أضف تعليق
آخر الأخبار من إيلاف
من صوري
التعليقات (0)