للأسف عبارة إن الله مع الظالمين هى لسان حال الشعوب العربية ، لأن هذا هو فى الواقع منطق صدام حسين الرجل المضطهد والمظلوم الذى كان يدافع عن حقوق شعبه وينشر السموم والكيماويات لكى يريح المتألمين من آلامهم وأتعابهم ويستريحوا من الدنيا وقرفها ليرقدوا فى سلام آمنين !
نعم إن الله مع الظالمين لأن معه حق صدام حسين عندما قال أن الأرهابى هو بوش لأنه قام بحرب غير شرعية لتحرير العراقيين ، لأن صدام هو الرائد والقائد المؤمن صاحب الغزوات والحروب المقدسة وهو المؤمن بالقول " أنصر أخاك ظالماً كان أو مظلوماً " ، لذلك صدام لم يصنع شيئاً جديداً فما أتاه من مجازر وإبادة جماعية وقمع شعبى ما هو إلا نقطة فى محيط أعمال تلميذ تعلم مما أرتكبه أساتذته وأجداده العرب منذ بداية الإستعمار العربى وحتى يومنا هذا .
من حق صدام الدكتاتور المؤمن والمتهم ظلماً بما أرتكبته يداه وأيدى أبناءه ورجاله المؤمنين المخلصين ، أن يتهم بوش الرئيس الأمريكى الغريب عن العروبة ، صدام ليس إرهابى لأنه من حقه أن يقتل ويرهب الأعداء سواء من شعبه أو من شعوب الكفار ، فهو بذلك يجاهد الجهاد الحسن ليفوز بالجنات والغلمان والبكارى .
إن الله مع الظالمين مقولة واقعية تبرز لنا بوجهها القبيح متمثلة فى القهر الإنسانى الذى تمارسه العقلية الفصامية لعرب العنصرية الذى يتحدثون عن محاكمة عادلة لصدام حسين الدكتاتور والسفاح الرئيس .
أى عدل يريدون ؟ هل عدل شيوخ الفتاوى الفضائية أم عدل بن لادن أم عدل صدام نفسه ؟ والعدل مع من ؟ مع سفاح وكل الأديان والشرائع الأرضية والفضائية حكمها واضح ويقينى فى أفعاله ؟ أم أن هناك خطأ ما ؟ هل يقصدون بأن هناك شخص آخر تقمص شخصية صدام حسين وأرتكب كل هذه الجرائم وأعمال الإبادة ؟ هل صنع صدام بعبقريته الجهنمية نسخاً متعددة من ذاته ، لذلك لا يعرف هو شخصياً أى صدام من هؤلاء أرتكب تلك الجرائم ؟
ومن قال أنه سيحاكم ظلماً حتى يكون كل هذا الخوف على ظالم من الدرجة الأولى مثل صدام ؟ يا له من رجل غلبان تنكر له الجميع وتبقت له قلة موالية مخلصة لها ضمير مصقول بأموال العراقيين التى أجزلها صدام فى عطاياه عليهم فى يوم من الأيام !
ما هذا الأزدهار المفاجئ فى سوق المحامين العرب فى الدفاع عن سفاح العرب ؟هل دائرة الضوء هى التى تغريهم أم مبادئهم التى تتفق مع مبادئ موكلهم سفاح العصر ؟
هل دكتاتور وسفاح مثل صدام يستحق كل هذا الأهتمام الإعلامى وعشرات المحامين والوقت الضائع فى عمر أمتنا المسماة مجازاً عربية ؟ هل أصبح صدام بين ليلة وضحاها قديساً أو ولياً صاحب كرامات على أمته العربية ؟
لماذا لا يتم محاكمته فى هدوء ليأخذ العدل مجراه ولماذا يتصدى الفاشيون لقاتل مئات الآلاف من شعبه ؟ هل سيقولون فى دفاعهم أن صدام كان ملتزماً بتنفيذ أوامر إلهه ؟
ألا تكفينا عاهات تاريخ التخلف العربى التى يصر الملايين على إسترجاعها من جديد ليسعدوا بتطبيق عصور الجهل والظلم والإرهاب وسيطرة السيف على العقل وعلى رقاب الغلابة !
آلا يشعرون بالخزى والعار من هرولتهم فى الدفاع عن سفاح وهناك مئات الآلاف من الشعوب العربية الذين يعيشون فى ظلام السجون ظلماً ، لماذا لا يذهبون إلى الدفاع عنهم وعن قضاياهم الشريفة وحقوقهم المسلوبة ؟
كفانا هستيريا صدام ودعونا نغلق ملف جرائمه التى أرتكبها ضد الإنسانية والتى شاركه فيها جميع المسئولين فى عالمنا العربى وإعلامنا المريض بصمتهم وتدليلهم لأبو الفوارس حتى قاد العراق إلى حالتها التى وصلت إليها الآن .
هل صدام ما زال أخوكم تريدون نصرته ظالماً كان أو ظالماً ؟ هل وضع المحاميين العرب الجديدة مادة جديدة فى دستورهم المهنى تقول " إن المحامين مع الظالمين من رؤساء العرب السفاحين ؟
أسئلة كثيرة لكننا نكتفى بقول أم كلثوم " للصبر حدود " يا أولاد صدام !
2004 / 7 / 7
التعليقات (0)