الألف شــــــهيد
والوسطاء بين السماء والبشر
إن أرادوا أن يحولونا لقنابل موقتة ... كان لهم ما أرادوا !!
من هذا المنطلق
نشأت الأعمال الإرهابية
وليس أدل على هذا القول .. وأبلغ مما نسمعه ونراه من هؤلاء السادة الوسطاء عبر وسائل الإعلام المتنوعة ووسائطه
ومن خلال أقاويلهم وفتاويهم السيسيودينية
وأيديولوجيتهم المتعصبة
وخصوصا ً زيادتها في تلك الأيام تحت مسميات مختلفة تضامنا ً مع غزة المنحورة من جيدها .. والتي تسيل منها الدماء لتجري أنهاراً تمر تحت عتبات أبوابنا غير مبالين أن كل هذا الدم
بسبب المفاهيم
ورغم كل هذا السيل من الدماء المهدرة وتروي أنهارا ً .. فلا رادع
لمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاذا ؟؟
هذا هو السؤال الأم !
بالله عليكم :
كيف ترونا الآن .. ويرانا العالم أجمع ؟؟؟؟؟
ونحن متباكون على جثاميننا ُملوحون بقتلانا وجرحانا ، مهللون بالتكبير لموتهم وجراحهم
بل .. ومشتتون حتى في جمع الكلمة والرأي
تتوه مني الإجابة وأنا أتساءل ما الذي نتعلمه بالمدارس ، والمساجد ، و داخل
الإسر ، وأمام شاشات التلفزيون ، وعبر المذياع ، ومن خلال الكتب والجرائد
والوسائط التعلمية والإعلامية المختلفة
لتَخرج لنا شخصية كالتي نراها عبر الإعلام المفتوح .
شخصية تعشق ممارسة العداوة ، ولا تقوى على مقاومة العنف ، ومولد الكراهية بداخلها !!
إنهم بعينـــــــــــــــــــهم
أصحاب فكر العداء بإسم الدين
وســــــــــــــــــــطاء الســــــــــــــــــماء
أمكن لهم السيطرة على العقول ، وتوجيها حسب رغباتهم ،
وأصبحنا وأمسينا ليس إلا أدوات بأيديهم يصنعوا بها ما يشاءون ،
إن أردوا أو طلبوا مظاهرات وتجمعات .. إستخدمونا وكان لهم ما أرادوا ... وتجمعنا وتظاهرنا ودمرنا مجتمعاتنا بأيدينا
وإن شاءوا حولوا البعض منا لقنابل موقوتة وهم جالسون في غرف مكيفة بعيدة كل البعد عن شظى الإنفجارات .. كان لهم ما أرادوا أيضا ً... وفجرونا
وفجرنا أنفسنا
إنهم بكل بساطة .. يفرشون الأرض ببساط الكراهية والعداء والعداوة والعدوانية
بما إكتسبوا من موروثات ثقافة الحقد ونظريات المؤامرة وكراهية الغير المخالف
والغريب في الأمر والمستعجب له أن تجدهم بكل بساطة
ُينفضوا أيديهم بعد ذلك من كل تلك الجرائم
وكأنهم ...........
أما الأعجب .. إنك
تجدهم يتحدوا على عدوانية الغير رغم فرقتهم وعدوانية فرقهم فيما بينهم .. ولكن تجد إتحادهم يتلخص في مجرد شكليات تدعو للشجب والإستنكار .. وتناسوا أن ما إتحدوا عليه الآن .. مما صنعت أيديهم
وما بالك وعجب العجاب أن
تراهم وقد أوهمونا بأنهم في المرتبة الوسطى بين السماء والبشر ولا يمكن
لأي منا الإستقلال برأيه ليضع أسس لحياته تتناسب والتغيرات المستجدة ،
فنحن لايمكننا أن نتخذ قرار بدون اللجوء إليهم لأخذ الفتوى فيه من حيث
موافقة الذات الإلاهية عليه من عدمه ، حتى وصل الأمر لتمزيق الوطن والتلويح ، والتهليل بالتكبير على الذبائح البشرية من أبنائنا في سبيل هذا التمزيق
وما المانع .. طالما هم الوسطاء
بيننا وبين الخالق
وأنهم هنا بيننا .. ليفكروا عنا ، ويتخذوا القرار بدلا منا ،
وما نحن إلا قاصري عقل ، عديمي أهلية ، لا يحق لنا حتى الإجتهاد في أمور ديننا فما بالك و دنيانا .
والبعض منا وهم ليس بقليل
لا هو مع ما يتلى عليه ولا هو مع ما يجري حوله ، مجرد كائن مسلوب الإرادة
والفكر ، تابع مقيد بأغلال ما أنزل الله بها من سلطان ، ضاعت منه القدرة
على التمييز فيما بين القبيح والجميل ، وبين
الخير والشر
تستشعر ذلك في بشاشة وجوهنا حينما نستمع ونرى خبرا عن قاتل يزهق الأرواح نحرا ً أو تفجيرا .. تحسه في مدى الإبتهاج والسرور .. تستمع إليه في خفقان قلوبنا حنانا ً مع القاتل .. وليس القتيل وأهله
لذلك تبلورت في ذهنية المجتمعات الدولية صورة
يقينية تفيد بأن كل ما هو
إسلامي بالضرورة مرادف لكل ما هو عنصري ، متطرف ، إرهابي
والأنكى إنهم لم يكتفوا بعد
إن أرادوا أن يحولونا لقنابل موقتة ... كان لهم ما أرادوا!!
عدة
أسئلة يجب الإجابة عليها أولا ً.. إن كنا نريد أن نتحول لأسوياء ويقبلنا المجتمع العالمي
ونوقف نزيف الدم
ونرحم الثكالى والأيامى
ونصون الحياة البشرية
هل ُيولد أيا ً منا متشبعا ً بفكر معين ، قبل أن يعي حتى نطق الحروف ؟؟ وهل ُيولد أيا ًمنا ينطق لغته ويتحدث من تلقاء نفسه ويقوى على الحركة والكلام بمفرده دون إكتساب ؟؟ وهل ُيولد أيا ً منا بشخصية منغلقة على نفسه تتسم بصفات العدوانية المرعبة أو بصفات المسالمة الهادئة ؟؟
أم إنه .. هناك مؤثرات بعينها يكتسب منها المولود صفات تكوين شخصيته فيما بعد ؟؟ ولعل أهم تلك المؤثرات هي .. الأم !! وهل للبيئة سبب ، أم المجتمع والأسرة وسلوكيات المحيطين ، أم ُترى إنه التعليم القاصر ، أم إنه الفكر والثقافة المقدمة إليه من خلال الوسائط المتنوعة ؟
وفي رأيي أن أهم تلك المؤثرات في الخطوط الأولى لبناء الشخصية السوية .. هي الأم الحاضنة وما تقدمه من تعاليم وفكر وثقافة لمولودها في بداياته ، ومن ثم يأتي دور المجتمع والتعليم ووسائله ثم الإعلام ، وبئس الشخصية لو كان إعلاما مغرضا ً هادفا ً لكونه المحك الرئيسي في بدايات التكوين
فبالله عليك قل لي :
كيف أتعاطف مع أم تبكي إبنها التي إلتهمته آلة الدمار الصهيونية
وهي ذاتها .. ذات الأم التي كانت منذ أيام عبر وسائل الإعلام تزغرد وتهلل بالتكبير على جثمان فلذة كبدها البكري .. حينما فجر نفسه في بعض الأبرياء
هكذا
كيف يعطي من لا يملك ؟؟
أم .. لا تملك
أسرة .. لا تملك
مجتمع .. لا يملك
تعليم .. لا يملك
إعلام .. لا يملك
سوى .. ما يفرض عليه وبتصريح
وهل يعطي من في يده .. ولو أتيح في يده ما يعطيه .. هل يملك أن يعطي بدون رقابة والرجوع لأهل الفتوى
هؤلاء الآباء والأمهات وما تربوا وترعروا عليه وتأثروا به من أبائهم ومشايخهم ومعلميهم ، ودورهم التربوي في حياة أبنائهم ، وتأثيره عليهم
أوصلوهم لما هم عليه الآن من عقول تابعة ، تفضل النقل على القول
والفكر ، وتستزيد في شرح الشروح المسبوقة سلفا ، وتستبعد التجديد ، حتى
إستوحشت فينا فكرة الإصلاح والتنوير والتطوير ، وإستشرت سرطانيا ً في
عقولنا أفكار ونظريات تخالف حقائق الواقع ، وتصحرت عقولنا بموجب ذلك ، وما تبقى لدينا من قيم من وجة نظر سيسيودينية إسلامية هو فقط قيم الحلال
والحرام
آليست هذه الحــــــــالة بإحدى حالات الهلوســـــــــة ؟؟
وحتى بعد نمو المولود وبلوغه سن الإدراك
من أين له السبيل .. وقد نمت عقليته على
ليس في الإمكان أبدع مما كان
وكل جديد بدعة .. وكل بدعة ضلالة .. وكل ضلالة في النار
شب ونما .. نموذجا ً للخضوع والخنوع
التجديد عنده في الترديد
والتطوير في الإستزادة من شرح الشروح المشروحة
لإنه ربما لو إجتهدنا في شأن من الشئون الخاصة أن يأتي بفعل يصطدم بمعلوم من الدين بالضرورة ، أو يخالف ما أجمع عليه من قدسناهم ، وقد قفل باب الإجتهاد في وجهنا منذ زمن بعيد
(( بالرغم من أن .. من إجتمع سلفا ً ليس إلا بشرا ً مثلنا لم ينزل عليهم وحي من السماء ولا كانوا أنبياء .. إنما إجتهدوا ليقرروا ))
وبقيت بين دفتي ثقافتنا علوم تبعد كل البعد عن الحقائق والثوابت العلمية ، والرحمة والمحبة والسلام .. والمصيبة أفدح حينما نجدها تدرس على المستوى العلمي الجامعي
وبتشدق بها علماء أجلاء من أعلى منابر العلم
ُترى
ألم يسأل أيا ً منا نفسه .. هل ولد الإرهابي إرهابي بشخصية منغلقة على
نفسه أم إكتسب تلك الصفات من بيئته والمجتمع المحيط بموجب الثقافه والفكر
المقدم إليه ؟؟؟؟!!!!!
ســـــــــــــــــــــــؤال جاء متأخرا ً جدا ً
لدرجة أن كتب بدماء الألاف من الأبرياء
فلذات أكبادنا .. ونور عيوننا
رحمة الله تغمدهم
وحسبنا الله ونعم الوكيل
محمد عابدين
التعليقات (0)