إني أبيت أبكي

إني أبيت أبكي

زرت الطبيب
أشكوه دائي
بعد طول بلائي
فقلت: يا طبيب
إني أبيت أبكي
وأنتحب الليل كله إلى صباحي
وروحي تكاد تضيع مني
من شدة ألم ألمً بقلبي
يا طبيب إني أبيت أبكي
فافحص قلبي
وأعطيني دوائي

قال الطبيب لي: مهلا
كن قويا ولا تخف
إن الخوف نصف الداء
وتحلى بالصبر وكن شجاعا
يشفيك ربي بدوائي
لكني أجهشت بكاءا
فقلت: إلى الله أشكو
بثي وحزني.
رد الطبيب علي قولا
إنه وحده ربي يبلي ويشفي.

أحضر كل أدواته
ففحص قلبي وعد دقاته
نظر إلي نظرات
فقال لي: يا سيدي قلبك مُعافى
وما به أدى
فأجهشت ثانية أبكي
وقلت: يا طبيب إني أبيت أبكي
ومرارا أغمي عليَ من شدة بلائي

أعاد الطبيب فحوصاته ثانية
وقال لي: يا سيدي
قلبك سليم وجسمكٌ سليم
وما بك أدى
اذهب إلى بيتك ونم
فإن أحسست بالتعب عُد غدا.

عُدت إلى بيتي
لكن ما أن بدا الظلام حتى
تذكرت حبيبتي
وتذكرت حبي لها
وتذكرت اشتياقي
وتذكرت فراقي
فبتت أبكي
ولما بدا الصباح
عدت من جديد إلى الطبيب أشكي
يا طبيب افحص قلبي
فإني بتتُ أبكي

فحص قلبي
فقال: أف ما بك أدى
أعاد الكرة ثانية
فقال لي يا سيدي:
لا تشك في قدراتي
ولا تشك في كلامي
فمرضك ربما مرض نفسي
قل لي يا سيدي: فيما تفكر
إذ أقبلت على النوم فتبكي؟
قلت يا طبيب إني:
أفكر في حبيبتي
وأفكر في فراقي لها
وأفكر في اشتياقي
فأمسي أبكي

همً الطبيب على ضربي
لكنه استعاذ من الشيطان
واكتفى بقوله لي:
لا ينفع الطبيب إذا
رمي القلب بسهام العشق.