.
.
.
أرْضَعتُ الحنينَ إليكَ- على وَهَني- صَبراً، يَدُكُّ صُروحَ الغيْبِ فألتقيك...
صوتُهُ مفزوعاً يُنادي:
- أُمّي... أُميّ...
أُلبّي: بُني...!
يعودُ إلى النوم.
أحضنُ كفَّهُ الصغيرةَ: أجسُّ أطرافَ البرد...
أخشى النوم؛ يغتال مني لحظة أغفو فلا أراها وهي تختلس أنفاسه؛ تسري في جسده.
... ماذا أفعل؟
"كَمّادات" الماء البارد...
الدواء...
يقظتي...
أخبرني، ماذا أستطيع أن أفعل أكثر؟!
ترتعشُ يَداه... يَنْتفض جَسدُه بينَ حينٍ وحين...
أحشر في "الحَصّالة" ورقةً نقدية.
تتصلّبُ ساقاه... ذراعاه...
أحملهُ، أسابقُ قلقي...
أغطّسُهُ في حوضِ الماءِ البارد... وأُقبِّل رأسَه:
لن تَغلبَكَ هذه الحُمّى!
أنتشلُه منها، وأمسحُ بقايا الماء...
يفتح عينيه...
- أي بني؟
... يغفو بأمانٍ وتمتلئ "الحصّالة".
التعليقات (0)