إنهم فتية يجهلون
حسن آل حمادة
حسبوا أن هذا الذي
يتمطى كتاباً
ويجلس بين يديّ شيخه
مصغياً لحديث السلف
حسبوه باحثاً عن:
لقاءٍ
حوارٍ
إخاءٍ
يمموا وجههم نحو منبره
أصغوا السمع
فهم في اشتياقٍ
لعلمٍ غزيرٍ سينثره الشيخ
ليزرع ورداً
ويجنون حباً
ولكن
لأن الدعاة لديهم دهاء ابن آوى
خدعوا الناس
ورشوا عليهم قليلاً من الكره والبغض
فما عاد واحدهم يُبصر
أن الطريق إلى الله
لا يلتقي بالدماء
وآه على من رأى
القتل والنحر
طريقاً قصيراً إلى سُدرة المنتهى
ليأكل من جسد الأبرياء
ويحنو على نملة في الطريق رآها
تُحب الحياة
فآمن روعتها
لكيلا يعاقب يوم الحساب!
وراح الفتى يسأل هذا الذي يتمطى كتاباً
ويجلس بين يديّ شيخه
...
شيخنا:
هل يجوز لنا أن نُقطِّع
أجساد أطفالهم
ونذبح في كل وادٍ نساء لهم
لأنا رأيناهم يسلكون طريقاً
به يؤمنون
فأومأ شيخ التقى
وبارك فكر الفتى وأهداه قنبلة
ليغتال حُلم النساء اللواتي
حبلن وصرن قرابين
تُداس بفتوى
تكفر هذا وتشتم ذاك
وتغتال كهلاً يرتل آي الكتاب
ويجثوا على ركبتيه يصلي
بدمعٍ
وحبٍّ
ولكنهم نحروه
فهم يعلمون بما في النفوس
ولا يأبهون لقول الرسول
أساءوا الظنون
وخطوا سطوراً تخالف هدي الكتاب
ولا زال قائلهم
يدعي إنهم فتية يقرؤون
التعليقات (0)