"أسكتوا الطاحونة الشيطانية تسمعوا الحياة..واخلعوا كل الاقنعة الزائفة تروا وجه الحقيقة!!!.
إن للتاريخ وأحداثه العظيمة مجريين:
الأول: يمر عبر (سطح الواقع) بمنعراجاته وتقاطعاته، متأثراً بالمناخ الإقليمي واضطراباته، وبالتيارات العالمية ومحمولاتها، في جدل غير متكافئ بين الظاهر والباطن.
والثاني: يمر عبر (أعماق الواقع) متحداً بتراكماته القيمية..متجذراً معها، شاقاً طريقه ببطء الواثق من نفسه، الواعي بخط سيره وغايته، المتبصر في تعاطيه مع حقائق الامور حتى اللحظة التاريخية الحاسمة لتحققه..وهي ولا ريب فيها -لحظة- ينظر إليها المناضلون المؤمنون بقدرهم ومصيرهم، وكأنها ماثلة أمامهم، وهم يصنعون الحراك التاريخي نحوها، وفي إطارها ومن أجلها..متحدين معها إتحاد الذاتي بالموضوعي!!.
وهكذا تتحقق الأحداث العظيمة في لحظة تلاقي المجريين: ((الحظة التاريخية الحاسمة)) عندما تنقشع القشور السطحية الغير قادرة على البقاء والعطاء والتجذر!!..ويتبخر غثاء (المحمولات الدخيلة) بفعل بروز مخزونات الذهنية الجماهيرية، بافرازاتها التي هي: عوامل ومقومات ودلالات الهوية الأصيلة للمجتمع..وحينئذ تتجسد صورة الواقع في إطار الحاضر والمستقبل، كنظام فكري ووجداني متكامل الملامح، ومتسق الأبعاد والجذور (داخلياً وخارجياً) ويندمج المكان بالزمان في سياق الفعل الإنساني.في تنوعه ..متناغم الإيقاع..إنها مرحلة العودة إلى الذات الإنسانية"
الاستاذ// علي بن علي صبرة
التعليقات (0)