إنها فتاة .... ماشي موسطاشة

 فعلا بما أن الاختراع أصبح جريمة يعاقب عليها القانون في المغرب فقد أصبح البعض يخترعون الكلمات ويجددون لغتنا ويغنونها ـــ إن لم أقل يفقرونها ــــ بمصطلحات لا يمكن أن يفهمها أحد سوى مخترعها أو المستهدف من هذا الاختراع ( العظيم ) .... ذات صباح استيقظنا من نومنا ـــ الطبيعي ــــ فاكتشفنا بأن الصديق أصبح يدعى "عشير" وأصبحت الفتاة "ساطة" و"موسطاشة" وأصبح الخنجر العربي الحر مجرد رقم "كاطورزة" و أصبح العاشق "مزعوطا" ،وأصبحت لهجتنا المغربية تأكل قتلة ديال العصا كل يوم جراء هذه المصطلحات المخترعة التي يسمح القانون مع الأسف باختراعها .

أتحدث في هذا الموضوع ليس دفاعا عن الفتاة التي أصبحت تنادى موسطاشة فقط، بل لأدافع أيضا عن السخرية باعتبارها فنا راقيا لا يمنح إلا للعباقرة الذين لهم قراءتهم الخاصة للأحداث ، هذه السخرية التي أصبحت على صفحات الفيسبوك واليوتوب مجرد وسيلة للسب والقذف وتخسار الهضرة فعوض أن تحمل رسالة نبيلة ... أصبحت تحمل رسالة إلى نبيلة تقول لها : أنت موسطاشة ... .

تخيلت فجأة مجتمعا بدون اختراعات لغوية ، بدون مصطلحات ديال الكيلو ، بدون تخسار الهضرة ، بدون شتم ولا سب ، يااااه !! كم هو جميل!! ...أنوض أ خونا راك كاتحلم ... مع الأسف ... هناك من يريد لنا أن نبقى حبيسي الحروب الكلامية والشات حتى السادسة صباحا والنوم حتى السادسة مساء ، هناك من يريد لنا أن نجمع الكومونطيرات بينما هم يجمعون الكونطونيرات .... ياااه ! كم نحن أغبياء !! والله ... وقت طويل يضيع في اختراع صفات خاوية نلصقها في بعضنا البعض باش شي يضحك على شي وشي يشوه شي ، والفائدة في النهاية .... نفتح أفواهنا ونقهقه بشدة مفتخرين بعظمة إنجازنا .... طزززززز .

ذات يوم كنت رفقة الفنان الصديق عبد القادر السكتور في الطريق إلى مراكش... قال لي بسخريته المعهودة : لالمان اخترعو ميرسيديس واحنا سميناها كاوكاوة ... هما كايختارعو وحنا كانسميو ... وفعلا نحن فالحون فقط في علم اللسانيات .. أو البلابلا باللغة المخترعة .

تخيلوا معي ... الأسرة المغربية بعد عشرين سنة من الآن .

يدخل الأب من العمل ... يفتح باب البيت وينادي على زوجته ،
الأب : أفينك أديك الموسطاشة ؟؟
الأم : ( تتابع مسلسلا موزمبيقيا مدبلجا ) مالك أكيليميني ؟
الأب : صافي سحابني خرجتي تسركلي مع الساطات صحاباتك عاوتاني .
يدخل الأب إلى غرفة الأطفال فيجد ابنيه يلعبان بالبلاي ستايشن 10 ـــــ حيث راه عشرين عام ألخوت ـــــ .
الأب : فين ألعشران ؟؟ هادي هي الحفاظة ؟ .
الابناء في وقت واحد : بابا ...عاد فوشلتبنتينا مع الستة و جينا كانسبردنو .يالاه لهاو هاوي هاو هاو .
وهذا جواب قد نعرف معناه بعد عشرين سنة إذا ما استمر الاختراع اللغوي على حاله .

يالاه لهاو هاوي هاو هاو (تعني تهلاو ـــ بعد عشرين سنة ــــ)