هل نقول إن غانا لقنت أمريكا درسا في الرياضة ؟ أم في السياسة ؟ أم في روح الإنتماء التي عبر عنها اللاعبين الغانيين بحماسية في تصريحاتهم بعد المباراة ؟ ..
الأفضل إجتماع كل ذلك معا ، لأن التلوث الضوضائي المنبعث من آلة (الفوفوزيلا البدائية) ، وغرابة أطوار المشجعين الأفارقة (كذاك المشجع الذي يقف تسعين دقيقة كاملة ، ومائة وعشرين دقيقة في اللقاء الأخير ، حاملا فوق رأسه قلة تنبعث منها الأدخنة (الغريبة) ويتراقص على أنغام المجهول أو العدم (لأنه من غير الممكن أن يكون إيقاع رقصه السريع على وقع أنغام الفوفوزيلا البطيئة والمستمرة دون إنقطاع ، هذا إذا ما اعتبرنا ذلك الطنين نغما) ، كل ذلك لم يعكر صفو الرئيس الأمريكي الأسبق (بيل كلينتون) ، ولم يثنه عن مؤازرة ممثل (الأمة) الأمريكية المختارة لحمل عبأ العالم على عاتقها ! .. It is Africa, man .. Africa ..
هذا ما صرح به أحد اللاعبين الغانيين بعاطفة قوية أمام الكاميرات الراصدة لأجواء الفرحة بعد اللقاء .. عاطفة جعلت الغانيين يكسرون طابوهات السياسة المسلطة كالأضواء الكاشفة على المستطيل الأخضر ، وجعلتهم يلعبون بدون مركب نقص أمام أبناء العم سام الذين ينظرون إلى الجميع بنظرة فوقية .. لكن على أرضية الميدان لابنتاغون ، ولا مجلس شيوخ ، ولا أي شيء آخر من الحلم الأمريكي ، بل إن هناك 22 لاعبا يتقابلون رجلا لرجل ، وتتناطح الدوافع ، وتتدافع الإرادات ، لتنتهي المعركة برابح يعبر في النهاية عن دافعه الأكبر نحو تحقيق الفوز ، ودافع الغانيين في اللقاء الأخير كان أقوى لأنه كان (الحلم الأفريقي : الشعب الأسود والقارة) .. فعلا : إنها أفريقيا يارجل .. أفريقيا !..
التعليقات (0)