مواضيع اليوم

إنها أجنة تتزاحم في رحم مصر أليس كذلك !؟

علي مغازي

2009-12-19 13:58:29

0

 

قبل المخاض:

إنها أجنة تتزاحم في رحم مصر أليس كذلك !؟

 مدونة علي مغازي- جمهوركية ألـ مبارك.. صعود سيناريو التوريث

مع سيناريو التوريث لجمال مبارك وتداعيات عدم إدراك الأب لأهمية البلد وعجز الابن عن التعامل مع مصر إلا كإقطاعية، تكاد بينة الدولة الأقدم تاريخيا أن تتفكك.

 

بقلم: محمد طعيمة

أجنة عدة تتصارع في رحم مصر. أولها الوهمي، حمل كاذب، يخدع من يتوقف عند من يُسيطر على "السطح"، ويفضحه من يمد نظرته إلى ما خلف "الإنتفخاء". وثان لا تتوافر له لا الحمل ولا الولادة الطبيعية.. وحتى القيصرية منها لن تحقق له فرص حياة حقيقية، رغم اعتماده على النفخ والتضخيم الإعلامي الذاتي.. أو المخدوع، مستفيداً من لعبة "الفزاعة" المشتركة بينه وبين النظام.

يجمع المراقبون على أن الحسم في أيدي من يملك مفاصل القوة.. أو ما تبقى منها، داخلياً وإقليمياً، فمع "مجرد خطوات تمهيدية" لسيناريو التوريث تكاد بنية الدولة الأقدم تاريخياً أن تتفكك.

والأمر لا يقتصر على "أنكم.. أنت وأبيك لا تدركان قيمة البلد الذي تحكمونه"، كما قال المفكر الليبرالي الراحل سعيد النجار لجمال مبارك في نادي الدبلوماسيين، بل إنهم أصلا لا يعون معنى "دولة"، من مصلحتهم الإبقاء عليها ليجدوا ما يحكمونه.. وينهبونه.

حالة تجريف عامة عانت منها مصر. توحش أمني لا يرحم أحد.. من العشوائيات إلى بنية الدولة القانونية، إلى السلطة الأقدس.. القضاء. إهدار تام لـ"فكرة الوطن"، ليس أخرها دفع ألاف الشباب للموت غرقاً بحثاً عن وطن بديل.. أو البحث عن لقمة العيش في أسواق "العدو" الصهيوني. ولا ترك "المواطنين" لتطحن عظامهم، بعد كرامتهم، تحت أحجار جبل المقطم. ولا حرائق طاردت فئة من المصريين.. قطار الصعيد.. مسرح قصر ثقافة بني سويف، ومعها مؤسسات هي أعمدة رئيسية في بنية مصر التي حلمنا بها دولة حديثة.. البرلمان والمسرح القومي ومصانع المحلة، ولكل منه دلالته في ذاكرة البلد. والأخطر أن حرائق الفتنة بين "عنصري الأمة" لم تعد تحت الرماد.. بعد أن أصبحت دائمة الاشتعال.

في ظل حكم الأب.. ثم بالشراكة مع الابن، تآكل الرصيد الاقتصادي والسياسي والإقليمي والاجتماعي والثقافي.. و"الإنتمائي" للبلد. فإذا كان الأب لا يدرك معنى "رجل الدولة"، فالابن وفريقه يتصرفون وكأنها "إقطاعية" يتقاسمون ناسها وزرعها وضرعها. ومع تجفيفهم المستمر لينابيعها، قننوا تعاونهم، على النهب الفوضوي، مع نماذج مثل ممدوح إسماعيل وأحمد عز وهشام طلعت مصطفى.. بفجاجة مُلاك الإقطاعيات.

توابع إفرازات شراكة الأب والابن المدمرة حركت "البعض" من داخل "بنية" النظام نفسه، للتحذير.. ثم الاعتراض المباشر، الذي قيل انه أوقف "محاولة" لتنفيذ التوريث كان مقرراً لها نوفمبر 2008. وتنقل مصادر لها صدقيتها أن عنصرين فاعلين جداً في بنية النظام، رغم ما يُعتقد بأن "العادي" هو تنافسهما، عرضا الاستقالة بهدوء.. حينما جاءهما رداً حاداً على انتقادهما "المُتتابع"، لخطوات التمهيد للتوريث.

الآن يحتد الجدل بين تورثين. الأول لجمال، والثاني لصالح منظومة حكم خلقتها شرعية يوليو، مع حديث عن "مقايضة تاريخية".. تتضمن حزمة إصلاحات دستورية مقابل إعلان قوى المعارضة البارزة والحراك السياسي تأييدها لإستمرار ذات المنظومة.

لكن البداية كانت على صفحات جريدة "العربي". وقتها كانت "تلميحات" التوريث تظهر خجولة بالمجالس الخاصة، لتتشجع قليلاً بعد إشارة الأستاذ هيكل إليها في الجامعة الأميركية.

قبلها لم يتعرض لها أحد بوضوح.. البعض عبر، في أعمدة الرأي، عن مخاوفه من استنساخ سيناريو بشار الأسد، لكن أحدا لم يقترب من خطوط السيناريو.. كما كان يُطبخ.

حينها، وبعد لقاء "جاك سترو " وزير خارجية بريطانيا بجمال، منتصف 2002، دشن مصريون يقيمون في تورونتو بكندا، حملة جمع توقيعات ضد التوريث، مع رصد لتطورات صعود جمال. إلتقطناها من منتداهم على الشبكة العنكبوتية إلى أوراق "العربي" بتأثيرها، حينها، الأوسع إعلامياً وسياسياً. وكان أول تحقيق صحفي عن إرهاصات التوريث. وبدأت معارضة.. ثم مقاومة السيناريو تخرج للنور في ثلاث حلقات متتابعة.

أذكر وقتها كلمات المبدع.. الغارق في هموم وطنه صُنع الله إبراهيم بكل قيمته: "هذا عمل غير مسبوق في تاريخ الصحافة المصرية". كوسام سأظل أفخر به، شجعني على إكمال سلسلة تحقيقاتي عن التوريث، ثم توثيقها في هذا الكتاب.

لكل تحقيق منها ظرفه الخاص في تاريخ نشره. ولكل منها "طزاجته الزمنية" وسبقه، كمؤشر على تطور سيناريو التوريث.

من الطبعة الجديدة حذفت ما رأيت ان الزمن تجاوزه، وأضفت ما تيسر لي متابعته من السيناريو.. أما الهوامش فترصد تطورات ما بعد النشر، حتى نهاية 2008. وكلها، عدا تقرير "جمال وعلاء"، نُشرت في التجربة التي سيتوقف عندها تاريخ مصر أكثر فيما بعد.. "العربي"، التي لم تخرق الخطوط الحمراء فقط.. بل ظلت منفردة بكشف ومقاومة التوريث، وسيطرة "العائلة"، لأعوام قبل أن ينضم لها آخرون.


والمقال مقدمة الطبعة الرابعة من "جمهوركية ألـ مبارك.. صعود سيناريو التوريث" - عن دار ميريت

مدونة علي مغازي

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات