مواضيع اليوم

إنني أحبك أيتها الأبدية..

mohamed ch

2010-11-25 21:04:32

0


إذا كنت أحببت البحر و كل ما يشبه البحر وما اشتد هيامي به إلا عند مقاومته لي بزوابعه ،وإذا كنت أحمل في نفسي غبطة المستكشف ، الغبطة التي تدفع بالشراع إلى المجاهل وتملأ رواد البحر حبورا ،وإذا كنت قد صرخت في حبوري : لقد توارت أواخر الشواطئ عن عياني ،فتحطمت بتواريها آخر حلقة من قيودي ،فها انذا الآن وسط المدى الفسيح الصاخب بعيدا عن توالي الأمكنة والأزمان ،فهيا بنا يا قلبي الهرم إلى الأمام..
أواه كيف لا أتوق إلى الأبدية وأضطرم شوقا إلى خاتم الزواج،إلى دائرة الدوائر حيث يصبح الانتهاء عودة إلى الابتداء..
إنني لم أجد حتى اليوم امرأة أريدها أما لأولادي إلا المرأة التي أحبها، لأنني أحبك أيتها الأبدية..
إنني أحبك أيتها الأبدية..

إذا ما كانت فضيلتي فضيلة الراقصين ، وإذا كنت كثيرا ما رقصت مأخوذا بإشعاع الزمرد والنضار وإذا كان شري شرا ضاحكا يأنس إلى حقول الزنابق وأغصان الورود ،فذلك لأن كل ما هو شرير يتحد بالضحك ولكنه يتحد مبررا ومحررا بغبطته نفسها
إن الألف والياء عندي هما أن تتحول كل كثافة إلى لطافة فيصبح كل ثقيل خفيفا وكل جسم راقصا وكل فكر طائرا والحق أن في هذا كل بداية ونهاية..
فكيف لا أتوق إلى الأبدية وأضطرم شوقا إلى خاتم الزواج،إلى دائرة الدوائر حيث يصبح الانتهاء عودة إلى الابتداء..
إنني لم أجد حتى اليوم امرأة أريدها أما لأولادي إلا المرأة التي أحبها،لأنني أحبك أيتها الأبدية..
إنني أحبك أيتها الأبدية..

وإذا ما كنت بسطت فوقي سماوات يسودها السكون وأطلقت جناحي في مجالات سماواتي ، وإذا ما كنت سبحت في أعماق مدى الأنوار فملكت حكمة الطيور في حريتي ، فما ذلك إلا لأن حكمة الطيور تقول : ليس في الكون فوق ولا تحت ،ألق بنفسك هنا أو هناك ،اذهب إلى الأمام أو تراجع إلى الوراء ما دمت خفيفا ،أطلق صوتك بالتغريد ولا تتكلم بعد .أفليس التكلم شيمة أهل الكثافة والثقل ،وهل يتصاعد كل قول إلا نحو الخفيف اللطيف،غرد ولا تتكلم بعد..
فكيف لا أتوق إلى الأبدية وأضطرم شوقا إلى خاتم الزواج،إلى دائرة الدوائر حيث يصبح الانتهاء عودة إلى الابتداء..
إنني لم أجد حتى اليوم امرأة أريدها أما لأولادي إلا المرأة التي أحبها،لأنني أحبك أيتها الأبدية..
إنني أحبك أيتها الأبدية..

إذا كانت هبت علي نسمة من نسمات الإبداع الإلاهية التي تكره حتى الصدف العمياء على الدوران راقصة كتراقص الكواكب في الأفلاك
إذا كنت ضحكت بقهقهة البرق المبدع يصحبه إرعاد العمل ،وإذا كنت تراشقت الزهر مع الآلهة على نرد الأرض حتى ارتجفت الأرض وتشققت قاذفة لهاث النار في الأجواء ،فما ذلك إلا لأن الأرض نرد إلهي يرتعش لوقع الكلمات المبدعة الجديدة ولتساقط الأزهار الإلهية
فكيف لا أحن إلى الأبدية وأضطرم شوقا إلى خاتم الزواج،إلى دائرة الدوائر حيث يصبح الانتهاء عودة إلى الابتداء..
إنني لم أجد حتى اليوم امرأة أريدها أما لأولادي إلا المرأة التي أحبها، لأنني أحبك أيتها الأبدية..
إنني أحبك أيتها الأبدية..

إذا كنت كرعت ما في هذه الكأس من دواء تمازجت جميع العقاقير فيه ، وإذا كنت مددت يدي فضممت الأبعد إلى الأدنى وجمعت بين النار والتفكير وبين المسرات والأحزان مازجا أقبح الأشياء بأحسنها..
وإذا كنت أنا ذرة مقتدية في بحر الرمال أعمل على مزج الأشياء في كاس العقاقير،فما ذلك إلا لأن في الوجود ملجأ يلتحم به الخير مع الشر ،وما الشر إلا أحد التوابل التي تزبد الكأس فترغي طفاحا
فكيف لا أتوق إلى الأبدية وأضطرم شوقا إلى خاتم الزواج،إلى دائرة الدوائر حيث يصبح الانتهاء عودة إلى الابتداء..
إنني لم أجد حتى اليوم امرأة أريدها أما لأولادي إلا المرأة التي أحبها،لأنني أحبك أيتها الأبدية..
إنني أحبك أيتها الأبدية..
هكذا تكلم زرادشت /فريديريك نيتشه ص.ص 196/197

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !