مواضيع اليوم

إنما المزاودون أخوة:الانقلابيون يزاودون ويفاوضون المحتل سراًً

فلسطين أولاً

2009-11-20 13:20:34

0

إنما المزاودون أخوة:الانقلابيون يزاودون ويفاوضون المحتل سراًً

اسم الكاتب : تيسير مشارقة

 وجّه  الجانب الفلسطيني لمشروع شاؤول موفاز المنادي  بدولة  60%  للفلسطينيين صفعة قوية ، عندما علّق الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) ترشيح نفسه في الانتخابات الفلسطينية المقبلة، ملوّحاً بالنقاط ال8  التي هي الثوابت الوطنية الفلسطينية، وإحداها أن لا تنازل  فلسطيني عن حقهم في إقامة دولة ذات سيادة على 100% من الأرض الفلسطينية المحتلة العام 1967. دوي الصفعة لمقترح موفاز والمراهنين عليه من الانقلابيين في غزة أصحاب الدولة في الحدود المؤقتة، كان مؤثراً . تفاعلت أصداء الموقف الوطني الفلسطيني الذي رمى بالكرة في الملعب الاسرائيلي والدولي وفي مرمى إنقلابيي قطاع غزة. فظهر الارتباك على تلك الاطراف وانعكس ذلك في خطابهم الإعلامي المتردد والمرتبك والمشكك.

 

نتيجة هذا التسارع،  كان الاصرار الوطني الفلسطيني على فكرة الدولة المستقلة ذات السيادة  كخلاص من التعثر المستمر في العملية السلمية، وهذا الإصرار أُريد منه  الكشف عن الزيف وحجم التناقضات الأميركية والإسرائيلية التي ظهرت واضحة على السطح والتي بيّنت بالممارسة واللفظ أن لا إرادة إسرائيلية أوأميركية مع السلام . ويَظهرُ أن الكشف الفلسطيني للمواقف الأميركية والاسرائيلية  قد دفع بهذا المعسكر إلى الحائط وبيّن للعالم العربي أجمع وهن الوعود المعسولة الأميركية والاسرائيلية، وبخاصة أن بعض الأطراف العربية تراهن واهمة على هذا المعسكر، ويقوم بعضها مؤخراً بـ حرب وكالة نيابة عن أميركا وإسرائيل ضد النفوذ الايراني الممتد في منطقة الشرق الأوسط.

 

سارع الأميركان بتشديد خطابهم المنتقد للممارسات الإستيطانية في القدس الشرقية التي  تفسد عليهم خططهم ونفوذهم  في المنطقة. وعرف الإسرائيليون أن مبادرتهم الصغيرة (مبادرة موفاز ) التي تلقفها الصغار في فلسطين لم تعد مجدية ، بعد أن رفع الرئيس عباس  السقف إلى 100%. وبعد التفاف كافة منظمات وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها حركة فتح حول رئيسهم الحالي وتنسيبه كمرشح وحيد للمنظمة وفتح في انتخابات الرئاسة المقبلة. هذا الأمر أسقط في أيدي الإسرائيليين والأميركان وحلفائهم المحتملين (بدلاء المنظمة الجاهزون في قطاع غزة، و يقومون الآن بمفاوضات سرية عبر وسطاء)، وصار كلامهم شذر مذر، وظهر الارتباك على كافة أقطاب المعسكر(أميركا، إسرائيل، إنقلابيو القطاع).

 

وفي وقت تقوم أميركا بتشديد  خطابها حيال الاستيطان الاسرائيلي الذي يدفع بالعنف مجدداً للمنطقة ويسوّد وجه أميركا ذات الوعود الأوبامية[من أوباما] المعسولة ، تطل إسرائيل على العالم بطروحات جديدة حول دولة فلسطينية مؤقتة (على 50 % من أراضي الضفة دون القدس) على أن تكون الدولة في غضون سنتين على مساحة تساوي مساحة الاراضي المحتلة العام 1967. كما قام كل من الشيخ خالد مشعل (قائد عصابة الانقلابيين في غزة) بالمزاودة على كل الفرقاء حين قال في خطاب له إنه لن يقبل بدولة ذات حدود  مؤقتة ولن يعترف بإسرائيل. في حين أطلق شيخ من حركة الجهاد الإسلامي الايرانية (الملقب بالشيخ شلح) بياناً عرمرمياً يقول  فيه(مزاوداً على الآخر) إنه لن يقبل بأقل من دولة على كامل التراب الفلسطيني. وطالما المزاودون أخوة ، فيظهر  أنهم جميعاً ذاقوا مرارة هجوم السلام الفلسطيني وأصابهم صدمة من القنبلة العباسية المدوّية ، فصاروا جميعاً يزاودون في حسبة الشرق الأوسط ، ويغني كل واحد  موّاله الخاص الذي لا يجوز تجاهله وإنما الكشف عن صدقيته ومدى ثباته.

 

 

خلاصة القول، إنه لا يجوز ترك المزاودين يهربون من الاستحقاق التاريخي ، ولا يجوز وقف هجوم السلام . ولا  بد من  تنقية الأجواء الداخلية في معسكر منظمة التحرير الفلسطينية  ورص الصفوف خلف الموقف الفلسطيني الوطني الثابت الذي هو الخيار الوطني الوحيد أمام المزاودين والمدّعين والكذّابين  في المنطقة، وعلى رأسهم الانقلابيين في قطاع غزة الذين يقومون بمفاوضات الآن مع الإسرائيليين من خلف ظهر الفلسطينيين [تصريحات الرئيس عباس يوم 19/11/2009 للبي بي سي]. وبهذه المناسبة ينبغي إعادة إطلاق النقاط العباسية الثمانية والترويج لها وإظهارها كلما سنحت الفرصة في الأروقة العربية ووسائل الإعلام ، مع الابقاء على مشروع بناء الدولة المستقلة  والإعلان عنها في الوقت المناسب على الارض الفلسطينية المحتلة العام 1967 المحددة في قرارات الشرعية العربية والدولية.





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !