مواضيع اليوم

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ...فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا....

مهندس سامي عسكر

2012-12-28 20:38:04

0

إنا لفي زمن ترك القبيح به ....من أكثر الناس إحسان وإجمال
 قالها المتنبي وما زالت حكمة ظاهرة الأثر حتى الآن وربما في أزمان آتية طويلة ويعني ذلك أن زمن المتنبي كان حافلا بالأخلاق المعيبة مثل زمننا ولا فرق ...
إن ترك القبيح الآن هو خلق مشرف!!! بينما الأصل أن يكون الخلق الحسن هو السائد والعادي والمفضل والمحترم ولكن لما انتشرت الأخلاق الرذيلة أصبح مجرد ترك الخلق القبيح المرفوض شرفا وفضلا يحمد الرجل عليه ويحترم ...نسمع كثيرا عن الشريف الذي أعاد شيئا نسيه صاحبه أو سلمه للشرطة ونعتبره شريفا تجب مكافأته والإشادة به مع أن هذا هو الخلق العادي الذي يتصف به أكثر أهل الغرب!!
وأيضا نسمع عن شرطي أو موظف رفض الرشوة ونعطيه مكافأة كبيرة نظرا لأداء واجبه وتطبيق القانون وأداء الخدمة مع أن هذا أيضا هو الخلق العادي بل هو ما يجب على الشرطي أو الموظف أن يتصف به ...وهذا واجبه الذي يتقاضى عليه الأجر والراتب!!
لماذا يحدث هذا في بلادنا فيكون الخلق السليم نادرا وغريبا بينما هو الخلق العادي اليومي في بلاد لا تدين بدين !!
إن زمن المتنبي القديم يعيد نفسه عندنا ونحن نتأخر يوما عن يوم وعاما بعد عام وتنهار المثل وتسوء الأخلاق ونصبح شعوبا تدين بالإسلام والأديان السماوية ولا تعمل بدينها ولا تتصف بأخلاق الدين؟
إن في الدين شريعة تحرم وتحل وتأمر وتنهى وتبين صالح الأعمال وفاسدها وحسن الخلق وسوء الخلق وتحض على الفضائل ..ولا نمارس من ذلك الكثير ولا نتبع تلك الأوامر ونمتنع عن هذه النواهي...صحيح أن الإسلام حجة على المسلمين والمسلمون ليسوا حجة على الإسلام ولكننا أصبحنا أسوأ الأمثال على أتباع الدين الحنيف ولا نمثل الدين بحقيقته لأننا لم ننشأ في بيئة صالحة وأساتذتنا كانوا مثلا للمخالفة والمروق من الفضائل وكانوا أسوأ سلف لأسوأ خلف وإلا لما كان حالنا كما نرى ونسمع ونشاهد ونعايش....!!!
نحن لا نترك شيئا ونلتفت ثم ننظر إلا ونراه قد سرق وتلاشى بين الزحام كما تتلاشى فقاعات الصابون وتسرق أحذيتنا من أمام أبواب المساجد!! وتسرق سياراتنا من الشوارع وفي وضح النهار!! وتنزع صنابير المياه ومصابيح الأنوار من المساجد والأماكن العامة..وتسرق حقائب السيدات في الأسواق والمحلات وتنزع منهن السلاسل وتنشل الرواتب في الباصات ونعيش في خوف من السارق وقاطع الطريق وتعاني السيدات والفتيات من التحرش وقلة الحياء والتعدي والاعتداء...ناهيك عما نسمعه ليل نهار من ألفاظ تخدش الحياء.. وتكاد الأرض تميد منها وتنشق السماء!!...هل هذه أخلاق مجتمع ديني أو حتى نظامي متحضر؟ ....
........تسألني ما السبب وما العلاج؟
........أقول لا أدري...
........فكر معي ............
حسبنا الله ونعم الوكيل نسأله السلامة....




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !