مواضيع اليوم

إنفــلات في المدونــات ..

محمد شحاتة

2012-01-23 12:04:56

0

قبل أن يحمل العام 2010 عصاه ويرحل مودعاً عالمنا ..
كانت مدونات إيلاف تموج بزخم جميل من تلاقح الأفكار وثراء الموضوعات وغنى المناقشات ..وكان كل مدون بل وكل قارئ له بصمته وخطوط فكره التي لا يكاد يخطؤها الجميع من زملائه ومن القراء ..
كنت وقتها قد أدرجت مقالاً بعد أن غيرت صورتي الثابتة التي كنت معروفاً بها منذ بداية دخولي المدونات .. ثم جاءني ضمن التعليقات تعليق للعزيز الجميل الغائب الحاضر " زين الدين الكعبي" يقول فيه أنه قرأ عنوان المقال ولم ينتبه لشخصية المدون أو صورته وأنه لم يكد يكمل السطرين الأولين منه حتى جزم أن هذا المقال لمحمد شحاتة ..
وقد أوحى لي هذا التعليق بصورة خيالية مضمونها "ماذا لو فتحنا مدوناتنا صباحاً وتفاجأنا بانقلاب كل مدون على نفسه واعتناقه فكراً مضاداً ومعاكساً ومناقضاً لأفكاره وثوابته وخطوط شخصيته المعروفة عنه ..

ثم أدرجنا مقالاً بعنوان "انقلاب في المدونات " يحمل هذا المعنى كتبنا فيه على لسان نموذج الزملاء ربيع العاملي وعوني ظاهر ومحمد مغوتي وفاطمة الزهراء وسعود عايد الرويلي ما مفاده تبرؤ كل منهم من أفكاره وثوابته وآرائه ومفاهيمه وانقلابه عليها إلى النقيض منها تماماً ..
كان القصد من المقال إضفاء روح من الطرافة والفكاهة ولم يكن أشد المدونين أو القراء تشاؤماً يعتقد أن ينقلب الخيال إلى حقيقة .. وأن تصير الفكاهة جداً .. وأن يظهر اسم المدون أو القارئ في المدونات مصحوباً بتعليقات مناقضة لأفكاره وآرائه ومعتقداته وبصورة مسيئة له ومزعجة شديدة الإزعاج ..

والطريف أن يكون زميلنا "عوني ظاهر" الذي تناولناه بالخيال في مقالنا " إنقلاب في المدونات " ضحية بالحقيقة - وفي مدونة فاطمة الزهراء - لهذه الصورة الخيالية ومعه لفيف من قرائه الياصديين وكذا رضا التونسي "رغم اختلافنا معه"..

حيث انتشرت ظاهرت انتحال أسماء المدونين والقراء كاملة وواضحة ووضع تعليقات على ألسنتهم وباسمهم تتضمن آراء مخالفة ومناقضة لآرائهم الحقيقية مما يسيء لهم أيما إساءة بل ويوقع بينهم وبين بعضهم أو غيرهم من الزملاء والقراء البغضاء والفتنة .. 

وهو ما استدعى إلى الخاطر وعلى الفور مقالنا "انقلاب في المدونات" ولكن بعد لأن تبدل واقعاً إلى "إنفلات في المدونات " .. وهذا الانفلات  بالفعل آخر صيحات التدني والتدهور الذي آلت إليه علاقاتنا في المدونات ..

في الماضي .. كان أقصى ما يجرؤ عليه أحد هو أن يدخل المدونة و يضع تعليقاً بغير اسمه الحقيقي أو باسم رمزي لا بقصد التجريح ولكن لسبب الحرج أو عدم الرغبة في التعليق باسمه ويكون التعليق غاية في الاحترام ومعبراً عن وجهة نظره حتى ولو كانت شديدة القوة أو القسوة .. أما الآن فقد تحول الأمر وتحور إلى حد تلبس شخصية وانتحال اسم المدون أو القارئ صريحاً وكاملاً ونسب تعليقات إليه تحمل آراءَ توقع المطالع أو المتابع في اضطراب بالغ ونظرة متباينة و شائنة تجاه ذلك المدون أو القارئ ..

وربما يتمتع المدون بخاصية حماية وفرتها له إدارة المدونات وذلك عن طريق استخدام أيقونة إيلافية مصاحبة لاسمه عن طريق دخوله المدونات بكلمة سر مدونته ولا يستطيع أحد انتحال اسمه بسبب هذه الخاصية إلا أن المدونين يستسهلون الدخول للتعليق المباشر دون استخدام هذه الخاصية المتاحة للمدونين فقط ..

وتبقى مشكلة القراء قائمة كما رأيناها في إدراج يخص الزميلة فاطمة الزهراء حيث تم انتحال أسماء مدونين وقراء بذات الطريقة السيئة البغيضة وقد نفى "الأصلاء " نسبة تلك التعليقات لهم بما يحمل عبئاً على صاحب المدونة بأن يستخدم "حاسته" و"حدسه" كما فعل زين الدين الكعبي من قبل في حذف تلك التعليقات المنتحلة إذا كان من الصعب تفادي تداعياتها على من نسبت إليه ..

أما الذين "اخترعوا" هذا الفعل المشين بقصد الإساءة المتعمدة إلى غيرهم فإننا لا يمكن أن نطالبهم بأن يكفوا عن هذه التصرفات المشينة الخرقاء قبل أن نتمنى أن تعود المدونات لسابق عهدها من رسوخ قواعد الاحترام الكامل والمتبادل بين الجميع مدونين وقراء واحترام حرية الفكر في إطار ما قررته الإدارة من شروط على أصحاب المدونات والقراء .. لنتفادى تداعيات الإنفلات في المدونات التي طرأت بعد عام ونصف من مقالنا "إنقلاب في المدونات" .. لننتهي بوعي من الجميع إلى حالة "انضباط في المدونات "

                             رابط مقالنا "إنقلاب في المدونات " :

http://www.elaphblog.com/posts.aspx?U=1455&A=69130




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !