مواضيع اليوم

إنفجارات دمشق .. لماذا الإنهام دائما بالفبركة؟

انفجارات دمشق ..لماذا الاتهام دائماً بالفبركة؟

للمطربة المصرية شريفة فاضل أغنية شعبية شهيرة . بل قيل أنها كانت السبب في شهرتها وحيث يقول مطلعها:

على مين يا سيد العالمين؟
بتبيع الحب لمين؟
إن كنتي جايي تغـني
روح إسأل قبل أنا مين
ما تروحش تبيع الميه
في حارة السقايين

شريفة فاضل .. أيام الشباب .. في حديث ودي مع العندليب الأسمر 

......
وعلى هذا النحو تبدو دمشق في مخزون العقلية العربية والعالمية على حد سواء ؛ وفيما يتعلق بتدبير الانفجارات بمثابة (حارة التفجيريين) ... ولذلك فإنه ما أن يحدث فيها إنفجار حتى تتوجه أصابع الإتهام إلى أجهزتها الأمنية والإستخباراتية قبل غيرها ، تتهمها إما بأنها تحاول صرف الأنظار عنها كمتهمة رئيسية بتدبير الإنفجارات لغيرها في لبنان . والإيحاء وغرس الإنطباع بأنها هي نفسها ضحية وعرضة مثلها مثل غيرها من عواصم المنطقة (لاسيما بيروت وبغداد) للأعمال الإرهابية التي تعتمد بوجه خاص على إستراتيجية زرع القنابل .... في حين يرى آخرون من المعارضة السورية أنها محاولة لإلهاء شعبها عن معاناته اليومية وصرف الأنظار برهة عن المشاكل الداخلية بوجه عام.
الاتهامات بالفبركة التي أعقبت الإنفجار الأخير بتاريخ 3/12/2009م للحافلة المعدة لنقل الحجاج الإيرانيين لمقام السيدة زينب عليها السلام ، والذي جرى في محطة تزويد بالوقود (على بعد ميل واحد) من المزار ؛ كان مردها إلى البيان الغير منطقي (وكأنه معد ومطبوع سلفا) الصادر عن وزير الداخلية السوري (سمور) الذي أعلن فور تصدير النبأ ، أنه كان جراء إنفجار الإطار الخلفي للحافلة خلال ملئها بالهواء وأن عدد القتلى 3 هم السائق وإثنين من عمال المحطة بينهم صبي في الثالثة عشر من عمره. ومستبعدا إحتمالات العمل الإرهابي!
ولكن الصور التي فضحت هذا البيان الوزاري المفبرك كانت على العكس مما جاء به البيان الوزاري . فقد إندلعت ألسنة اللهب في الحافلة مما يؤكد أنها تعرضت لإنفحار قنبلة ..... وبالتالي فقد تم تفسير المفارقة الفاضحة بين تصريح وزير الداخلية وبين الصور التي تم التقاطها بكاميرات الهاتف الجوال وتوزيعها عبر الانترنت بسرعة البرق ... تم تفسير ذلك وبسرعة على أنه مجرد فبركة تخللها كثير من سوء التنسيق بين الأجهزة الأمنية المختلفة. لاسيما وأن تصريح يصدر من وزير داخلية ليس بالأمر الذي يمكن أن يمر مرور الكرام.

واقع الحال وفق المعطيات كان كالآتي:
1) بفرض وجود عمل إرهابي حقيقي فإنه لا يوجد في الساحة سوى تنظيم القاعدة الذي يجاهر بعدائه لجميع المسلمين السنة الوسطيين وكذلك الشيعة .
2) وبفرض وجود عمل إرهابي حقيقي كذلك . فإنه يمكن القول أن الحظ والصدفة قد لعبا دورا كبيرا في توقيت التفجير الذي لو كان قد حدث خلال تواجد الحافلة قرب المزار لكان عدد الضحايا بالعشرات .ولكن الله عز وجل وله الحمد لطف وستر.
3) بفرض أن التفجير كان فبركة فإن عدد الضحايا القليل والمكان الحساس في آن واحد يؤكدان دقة الاختيار. وأن الهدف الرئيسي منه وفق إعتقادي هو مغازلة الولايات المتحدة وجرها للتقارب ولو في جانب التعاون على النطاق الأمني والإستخباراتي مع دمشق، لمطاردة عناصر مفترضة للقاعدة في سوريا . وذلك على اعتبار أن القاعدة ووفق ما تؤكد عليه الاستخبارات والخارجية الأمريكية هي (حاليا) العدو الأول للولايات المتحدة في العالم الإسلامي أجمع.
4) ربما يكون هناك هدف آخر من باب (ضرب عصفورين بحجر واحد) هذا إذا سلمنا جدلا بنظرية الفبركة السورية ... وهو توجيه صدمات كهربائية إلى صدر التحالف السوري الفارسي بهدف إلإنعاش . وإعادة تدفق الدماء الحارة على إثر البرود الذي أعقب الإنفراج في العلاقات بين دمشق والرياض وتبادل الزيارات على مستوى القمة.
............... والله أعلم.

 

 

 

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات