الحياة مسرحٌ كبير كما قال شيكسبير (إن صحّت معلوماتي) ، وهي كالفيلم الوثائقي الذي يترك في نفوس أبطاله إنفعالات مُتباينة حول أحداثه ، فالإنطباع هو المرآة العاكسة للشخصية ومبادِئِها ، وبتباين المبادئ تتباين الإنطباعات.
الإنطباع الأول :
أتسائل : هل يعي دُعاة حقوق المرأة كم أنهم يوسِّعون الهوة بين المرأة والرجل ، وكذا بين المرأة وبين نفسها ، لأنهم وضعوها بين أمرين أحلاهما أمَرْ ؟ .. هل يُدركون أنهم بدعواهم تلك إنما يضعون أنفسهم في خانة (الدّياثة) التي تعني موت النخوة والمروءة والغيرة على العِرض؟.. فأن يصرخ الرجل : أطلقوا إمرأتي إلى الشارع ، وإلى صفاقة الشارع ، وزبالة الشارع .. كأنه يصرخ : إني أرسلت لكم (أمي - أختي - إبنتي - زوجتي) لتتملوا فيها بالنظرات ، والهمسات ، والمُعاكسات ، و..و...؟
وأتساءل : هل يعرف هؤلاء أنهم عرب ومسلمون ، مايعني أنهم يختلفون عن سائر الأمم ، وبما حوت من ثقافات ، وأخلاقيات ، وبكل ماتنادي به من شعارات ؟ .. فالمسلم يعرف تمام المعرفة أن الإسلام لم يضطهد المرأة كما فعل الغرب (بالأمس فقط) في قرونهم الوسطى ، وأن الإسلام لم يحتقر المرأة ولم يُوضِع مِن مكانتها ، بل إن الإسلام كان من منحها حياتها بعدما كانت تُوأد ، وهو من أعاد لها مكانتها لتعيش في بيتها وبين أسرتها مُعززة مُكرمة ، تُلبَّى طلباتها كالملكة.
لقد دعى هؤلاء وادّعوا ، وبئس الدعوة والدعوى ، تلك التي ينادون بها ، وهم في كنف رسالة قال فيها رب العزة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) .. فأي رحمة مادية أو روحية أكثر من القرآن الكريم الذي فيه حياة الأولين والآخرين ، وما بينهما من قضايا حاضرة ؟.
تاج الديــن : 2009
التعليقات (0)