مواضيع اليوم

إنسانية العلمانيية

أحمد قيقي

2014-01-18 22:16:24

0

 كما  لم  يحدث  فى  سابق التاريخ  يحدث  هذا  الانبعاث  لحركات  الإسلام  السياسى  التى  تريد  أن  تأخذ  بمجتمعاتها  إلى  ثقافة  العصور  الوسطى  واتخاذ   تفسيرات  بعض  المفسرين القدماء  لنصوص الدين   صكوكا  لعلاقة  أفراد المجتمع  ببعضهم وبغيرهم من المجتمعات  الأخرى  , وإبعاد  أى اجتهاد  فى النص   , واتهام صاحبه  بالخروج  عن الملة  وإهدار  دمه  كما حدث فى مصر مع كل من : فرج  فودة , ونصر حامد ابوزيد  .  أنا هنا لن  أتحدث عن العوامل  الاجتماعية والسياسية  التى  أفرزت  حركات الإسام السياسى  المتشددة والمتشنجة  وعلى رأسها  جماعة الإخوان المسلمين  , ولكن  ما  دفعنى  لكتابة هذا  المقال  هو  تعجبى  الشديد  من  معاداة  الإسلاميين   لعلمانيىة  الدولة   مع أن  العلمانية  هى مذهب  سياسى إنسانى  قائم  على إعمال العقل والتجريب  وتسخير  العطاء  العلمى  لصالح البشر جميعا دون تمييز  .  والعلمانية  لا  تحارب الدين  ولا تقهر المتدينين  ولكنها  فى ذات الوقت  لا تنحاز  إلى دين معين  ولا لأصحاب عقيدة  بالذات  ولا تجعل  نصوص  الدين  الثابتة  هى  مرجعية الحاكم  فى  إدارة  شؤون  الحكم  فى  عالم  تتغير  معالمه   وحاجاته  ما بين لحظة  وأخرى  .   ما  الذى  يضيرك  كمسلم  أن تكو دولتك  دولة علمانية  تضمن لك  حق  الجياة  الكريمة  ولا تصادر حريتك  فى التدين  وإقامة شعائرك  وبناء دور عبادتك واختيارك  لنوع ثيابك وطعامك  حسب ما  يمليه  عليك  مزاجك  وعقيدتك ؟  ! .   أنا  مثلا  علمانى   مسلم   لا  ادعو  إلى أن يترك الناس التدين  لأننى  اولا  جزء من الثقافة الاسلامية  المتجذرة  فى  وجدانى  ثانيا  انا لا أغفل أثر الدين  فى  تدعيم  الأمن النفسى للإنسان  وإعطائه  طاقة  روحية  لمقاومة  نوازل  الحياة ,  ولكننى  فى نفس  الوقت  أرفض   أن  يحجر  أحد  على حريتى الشخصية  باسم الدين  , أرفض أن أذهب لقضاء مصلحة فى جهة حكومية  ثم أنتظر سا عات لان الموظف يقوم بتأدية الصلاة . ارفض  أن يرتفع  صوت مكبرات الصوت بالأذان فى خمس مساجد مجاورة لمنزلى  تتداخل أصواتها فى صخب مزعج  , أرفض  أن يعتبر البعض أن المسيحيين  مواطنون من الدرجة الثانية  لمجرد أنهم وُلدوا لآباء يعتنقون المسيحية , أرفض  أن  يحاول البعض  إرغام السيدات والبنات على ارتداء الحجاب او النقاب على أساس أنه رمز العفة والفضيلة واعتبار  من لا ترديه  خارجة على الآداب  .    إننى  أرى  ان مشكلة أنظمة الحكم فى عالمنا العربى  وفى مصر خاصة   أنها غير قادرة  على التصريح  بأن العلمانية  هى  الحل  , وانها الطريق الوحيد  للتقدم  وأن الدين يجب أن يظل حرية فردية  وعلاقة بين الإنسان وربه  . ونحن بذلك لا نخترع جديدا  , لأن  النظرة العاقلة المنصفة  تقول إن الدول التى اعتمدت العلمانية نظاما  وثقافة  هى الدول التى قطعت المسافة بين التقدم والتخلف  وهى  الدول  التى نعتمد عليها فى كل حاجات حياتنا , وهى الدول التى  يحاول شبابنا الهجرة إليها والإقامة فيها  مهما كلفه ذلك من جهد ومشقة  ,   .  بلادنا  فى حاجة  إلى جهذ جهيد  للتخلص  من  الأصولية  الدينية  التى تريد  إرغام الآخرين على اتباع أسلوبها وفهمها للدين  حتى ولو  كان ذلك عن طريق  الإرهاب والقتل  ،  نريد ثورة  تعتمد العلمانية الإنسانية  طريقا  للحياة الراقية  حياتنا فى الدنيا أولا   بعيدا  عن  فهم هؤلاء  الذين يريدون أن تكون  الحياة فى الدنيا  مقبرة مظلمة  كى تؤهلنا لنعيم الآخرة   وما فيها من  متع  لا حصر لها فى مقدمتها  التمتع بالحور العين  .  أكرر  العلمانية  هى الحل  .




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !